لا يحق لاحد ان يتهم او ان يمس شرف الاجهزة الامنية والبطولات التي قدموها ويقدموها وهذه الجرعة الوطنية الكبرى التي دفعتهم وتدفعهم للقضاء على كل من يريد الاساءة للوطن رغم الامكانات المحدودة فمن يفدي الوطن بروحه الزكية ويقفز فوق اعتيادية النفس البشرية المهرولة نحو الحياه , انما يعبر عن مدى السمو الذي يطفو فوق الالم والخوف والحياه , وهي سمات اهل الجنة يطيرون اليها , تشدهم وطاروا مع الطائرين برائحة المسك وعنبر ساكنيها .
الله اكبر . ما اعظم صورة التلاقي , وما ارقى تعابير التضحية وقد تسابق اليها نشامى الوطن وكأن ملائكة السماء تزفهم وتسمو بهم للفردوس الاعلى فما بقي عندهم للولع او للهلع او للوجع مكانا او استحسان ؟؟
دعونا بصورة اهل الكرك وهل اربد والسلط بل بالاردنيين جميعا ان نتصور قول الرسول (كالجسد الواحد) كيف هبوا ليكونوا العضد مع الوطن , فهم يدركون ان سفينتهم بحاجة الى سواعدهم وفكرهم ووطنيتهم , وهي بحاجة الى الصبر والتحمل ودفع الضيم الذي يصيب كل اخضر ويابس . صورة حية وواقع لم نجده عند شعوب الارض كيف يصبح المواطن شرطي وكيف يختزل الناس برجل الامن , وكيف ترى ثرى وطننا يزهو ويصمد ويكافح ويصبح عصي على كل محاولة اجرام .
دعونا نحفظ هذه الصورة الجميلة التي جسدت الوحده والنخوة والنشامى صورة ردت على كل المتربصين الحاقدين والمجرمين واجابن عن سؤال واقع الاردنيين لتجد ان الاردني ليس كغيره ففي الاردن شعب لا تعرف مهم من هو الامني ومن هو المواطن , ففي الاردن ولاء وانتماء وفي الاردن صدق وعطاء , و في الاردن يصرخ المواطن على الجندي ليقاتل بجانبه بل امامه , "انا لست افضل منك حتى تتقدم وانا ارجع لاستريح " كلمات دوت بصداها ارجاء القلوب والعقول ؟ يا للعجب وازيز الاسلحة يتناثر تجد الكركي والشرطي اي كان مكانه ومسقط راسه يمد الواحد الاخر بعزيمة ايمان ووطنية وانتماء واخوة . صورة الاف البشر تتجمع من كل انحاء الاردن للتبرع بالدم فلا فرق بين شمالي وجنوبي ولا بين اردني او غيره فالكل يصفق للوطن .
علينا ان نقرأ هذه الصور ولا ننجرف وراء متاهات لا تغني ولا تسمن من جوع , ولا نريد ان نمزق انفسنا لمجرد انفعالات وعواطف قد تكون صادقة وقد تكون مبالغ بها , فالصورة التي هي امامنا هي صورة بطولة ومتابعة واصرار واحترافيه , فالمسألة ليست كفزعة عرس ولا هي غارة وطق رماح , انها تجهيزات وتدريبات وخطط انها ارواح بريئة وممتلكات لا بد من الحفاظ عليها , ولا بد من ان يتم التعامل معها , انه التأني والاتزان والتفكير السليم والتصرف الاسلم . فليس من العقل ان نهجم على ارهابيين مسلحين ومدججين , وليس من الشجاعة ان تقحم نفسك في مثل هذه المعركة دون تقديرها وحسابها ووضع سينوريوهاتها , لان حسبة المواجهة تتطلب وضع كافة السيناريوهات المحتملة بعيدا عن الاقتحام المفتوح الذي يعرض الجميع للخطر .
كلام خرج عبر وسائل الاتصال الجماهيري وافلام فيدو لا يجوز بالعرف الوطني ان تنشر ولا يجوز التحريض على مؤسسات الدولة او الاساءة لشخصياتها , فلسنا بهذا الضعف الذي يشير الى ان اي حالة طارئة تحصل نباشر باكل بعضنا البعض , فنحن ما زلنا لجرعة ثقة بمؤسساتنا وبشخوصنا , فاذا كانت هناك اخطاء فالنحللها ونعرف اسبابها لتفاديها , هكذا يفكر العالم وهكذا نحن نستفيد لمواجهة القادم . فاذا كان هناك تقصير فهناك من الادوات التي يكون فيها الحديث العقلاني مسموع اكثر , اما الانفعال امام الكميرات واطلاق الكلام جزافا فهذا لا يرتقي لمستوى التضحية التي قدمها ابطالنا الجرحى والشهداء والذين ما زالوا صامدين
اما بخصوص اعلامنا , فاني استغرب هذه الحملة الشعواء عليه , واستغرب اكثر ان المواطن ولحتى الان يخلط ما بين الاعلام الرسمي والخاص وان الاعلام الرسمي يركز على الحقيقة من مصدرها لا على الاشاعات والاقوال والاخبار التي تطير بالهواء , فلا يستطيع الاعلام الرسمي ان يتناول اسماء الارهابين دون مصدر رسمي خوفا من الخطأ بالاسماء ونحن بلد عشائري , وكيف يستطيع اعلامنا الرسمي ان يأخذ من عامة الناس وهم يجتهدون ويفسرون كما يشاءون , , فالاعلام الرزين هو الاعلام الذي يبحث دائما عن الحقيقة والمعلومة الصادقة بغض النظر وافقت او اختلفت مع التوجهات , لان روح الاعلام وجوهره ومهنيته واخلاقياته هي الحقيقة , وهنا فان الحقيقة كامنة بايدي الاجهزة الامنية , فماذا سيعمل اعلامنا . خاصة وانتصوير سيارات الاسعاف والشرطة والشوارع دون اي معلومة لا يمكن اعتباره اعلم لانه يعزز مطالبة المواطن بمزيد من المعلومات ومحطة الاعلام لا تملكها .
ان مجرد الطخطخة والاصطياد بالماء العكر عمل ليس من الوطنية , وان الوثوق بمؤسساتنا ودعمها يؤدي الى منحها الثقة وقيامها بواجبها على اكمل وجه .فافضل تعبير عن قوتنا هي وحدتنا وثقتنا باجهزتنا
دعونا نعظم هذه النماذج الوطنية العاليه فهي رسائل محلية واقليمية وعالمية , دعونا نرتقي في التعامل مع ما حصل ونبجل شباب الكرك ونكبر باهالي الشهداء ونبي بالشهداء سدا منيعا لمواجهة كل حاقد متربص . دعونا ان لا نقزم هذا المشهد الكبير باساءات شخصيه بل لنترك لادواتنا هي التي تحاسب اذا كان هناك تقصير ولنكن حضاريين قانونيين في معالجة اي تقصير او خطأ.