عمون - بشرى نيروخ - دعا سياسيون الى إيجاد آلية تنسيق سريعة بين الأجهزة والمؤسسات المدنية في معالجة الحوادث وإدارة الازمات.

وأضافوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان الاردن من أوائل الدول في تصديها للإرهاب ومكافحته، وأن ما حدث في الكرك عزز من تماسك الاردنيين وقوتهم والتفافهم حول الراية الهاشمية المظفرة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مشيرين الى أهمية استمرار اليقظة والحذر في ظل ما يشهده الاقليم من توترات سياسية وأمنية.

وقال المحلل الاستراتيجي وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الاستاذ الدكتور محمد القطاطشة إن ما حدث بالكرك هو حادث أليم، فالأردن مستهدف بالأعمال الارهابية نتيجة رفضه للإرهاب، إذ أن أول ملك من ملوك الدولة الاردنية الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين -رحمه الله -استهدفته أيدي الارهابيين، وبالرغم من ذلك فإن الاردن ما زال يثبت قوته وعزيمته في مكافحة الارهاب والارهابيين.

وبين ان الاردن كعادته المنبثقة من الروح الوطنية والعروبية والاسلامية يستقبل طلبات الاغاثة ويقتسم مع اشقائه العرب والمسلمين السكن ولقمة العيش، ومن تبعات ذلك ان تحمل الاردنيون شظف العيش، ومع هذا يبقى الاردنيون قوة صامدة في وجه التطرف والارهاب.

وأوضح دور المؤسسات الوطنية وعلى رأسها الاجهزة الامنية في تصديها للإرهاب، وتلاحم الشعب الاردني والاجهزة الامنية، وهذا ما لاحظناه في الكرك، وهذا شيء طبيعي وليس بغريب عن الاردنيين.

وأشار الى ان الدرس المستفاد من حادثة الكرك هو دعوة الى إيجاد آلية تنسيق سريعة بين الأجهزة والمؤسسات المدنية في معالجة الحوادث وإدارة الازمة، نتيجة ما شهدناه من رغبة المواطنين العارمة في فزعتهم وتدخلهم في ساحة الحادث الذي قد يعيق من عمل الاجهزة الامنية والعسكرية ويزيد من أعداد الضحايا والتأخير في حل الاشكالية.

استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني قال إنه عند الحديث عن الارهاب تلك الآفة الخطرة والمعقدة في بيئة معقدة؛ لا بد من الإشارة إلى أن الدول والمجتمعات الاكثر استعداد هي الأكثر قدرة على التعاطي مع الارهاب، وبالتالي مكافحته والقضاء عليه.

وأضاف أن الاردن هي دولة ذات مؤسسات فاعلة سواء أكانت أمنية أو مجتمعية، إذ أن الاردن من أكثر الدول فاعلية في التعاطي مع الارهاب ومن الدول الاوائل التي حاربته عبر التاريخ الحديث.

وأشار الى أن البيئة الاقليمية ونتيجة نتيجة للاضطرابات وحالة عدم الاستقرار، كانت تشكل دائما للأردن تحديات أمنية، مما فرض على الاردن التعاطي مع مثل هذه التحديات باحترافية ومهنية.

وأوضح أن الدولة الاردنية طوّرت من خبراتها التراكمية في المجالات السياسية والعسكرية والامنية والثقافية، ما مكنها من التعاطي مع ظاهرة الارهاب والتطرف ومكافحته بشتى الطرق، "وهذا شيء طبيعي نتيجة للقيادة الحكيمة الواعية التي تمكنت من نسج علاقات إقليمية ودولية مما مكن الاردن في تبوأ مركز الصدارة إقليميا ودوليا في هذا المجال.

وأوضح ان دور المواطن الاردني وحالة الوعي المتقدمة عنده كان واضحا في دعمه ووقوفه يدا بيد مع الاجهزة الامنية في مكافحة الارهاب، وهذا ما لاحظناه في مدينة الكرك والمدن الاردنية في اربد والبقعة والركبان.

من جانب آخر قال أستاذ السياسة في جامعة مؤتة الدكتور عبد الفتاح الرشدان إن الاردن له موقف ثابت في محاربته للإرهاب منذ زمن بعيد ولغاية الان، إضافة الى وقوف كافة الاجهزة والمؤسسات والمجتمع المدني بمختلف مكوناته وشرائحه بوحدة واحدة في التصدي للإرهاب وللخارجين عن القانون.

وأوضح اننا نعيش في اقليم غير مستقر أمنيا وسياسيا، وبالتالي لابد من اليقظة والحذر بشكل مستمر، وفي مقدمتها الاجهزة الامنية وكافة مؤسسات الدولة، مشيرا الى وعي المواطنين في دعمهم وتوحدهم وتماسكهم في مختلف الظروف والمحن.بترا