بالأمس كنا مع يوم الشهداء، نرتب المشاعر والأواصر، نزخر جميعاً بالفخر والاعتزاز بما قدمه ابناء الوطن من تضحيات جسام من اجل الشرف الرفيع والسد المنيع، دماءٌ تدفقت حرةً أبية، نقية، وعفوية، تحيي الذين رسموا في دفتر التاريخ أروع الصور وأبدع العبر، وأنصع من وجه القمر.
.
كان يوماً للرجال البواسل الذين رفعو الراية عالية شامخة راسخة؛ أبناء الارض الطيبة والسجايا المورقةِ، عشقوا التضحية من اجل الحياة، من اجل وجودٍ لا يخضع لظالمٍ، ولا يركع لناقم، من اجل ان يطهّروا أرواحنا بالشهد العذب، وذهبوا وهم يسجلون حضورهم في الذاكرة .
حماة الوطن رسموا خارطة الطريق بأسلوب انيق، وضعونا امام ملحمة التاريخ ليسطروا المعجزات، شهداء ابطال بجلاء وبهاء وصفاء، حضرو مجللين بالمجد مكللين بالسعد، مبجلين وهم في غيابهم حضور، وفي حضورهم امتلكو الألباب والأسباب. الأحباب وضعوهم بين الحاجب والحاجب، لقد حملوا الرسالة العطرة بدمائهم الزكية، منمقة بأنفاسهم العطرة، فكانو عبق الورد، قناديل العز ومواويل الشرف.
رجال الأمن صمموا بعد أن تعاهدو على هزم كل عادٍ وسادي ومتردٍ، ومع الشعب الذي التف حولهم كسوار في معصم طلعت اشعة الشمس تضيء الحقول والعقول، لتتداعى جدران الحاقدين والحاسدين.
شهداء الكرك قدمو الدرس والموعظة والبطولة والتضحية، المثال والنموذج للجهاد ضد الظلاميين المهوسيين بحقدهم، وقالوا للعالم اذا دعى الداعي للجهات الأربع، نحن المد والسد والوعد والعهد والمجد والعضد .
أبناء الوطن نذروا أنفسهم جنوداً مجندين لحماية الأرض ورفع راية الكرامة، شِيم ترسخت في الوجدان، وأصبحت قاموساً وناموساً، هذه الشِيم منارة طريق للأحفاد، وهذا البلد قوته وتلاحمه في منطقةٍ واحدةٍ اسمها الأردن، همّه قهر المتربصين والمتلصلصين، ولكل من في قلبه مرضُ او عرض.
خفافيش الظلام تجاوزوا على القانون، وقفو عند النواصي وقوراع الطرق، فتشو عن ثغرات وفجوات ليطيحوا بالقيم الإنسانية والأخلاقية بمخالب أشبه بالأنياب، وهمّهم تشويه المشهد الفريد الذي يعيشه الأردن حقاً، انهم لصوص بأقنعة لاتستر عورة ولا تحفظ ودّاً دون ضمير .
المجد لشهدائنا الشرفاء والاوفياء ممن التحقت ارواحهم الطاهرة المؤمنة بربها ولكم صرح عتيد ، ومجد مجيد، وبوح سديد، واسم تليد، أنت مباركة في السماء، شهداء من القمم الشم.