يومٌ عصيبٌ وحّدَنا وكشفَ معدنَ الكركية المُشرّف
عاصم العابد
19-12-2016 11:47 AM
بقلم: عاصم العابد
كان يوم أمس يوما دموياً عصيبا ثقيلا على الأردنيين، تابعوه وقلوبهم تخفق كالرايات بحب الأردن وأكفهم وأعناقهم مشرئبة وضارعة إلى السماء أن احفظ هذا البلد آمناً. وبقدر ما حمل يوم أمس من مرارات وآلام فقد تجلّى يوم وحدة وتضامن والتفاف حول العرش والأجهزة الأمنية والوطن.
باعتزاز وإعجاب وفخر، تابعنا موقف الأردنيين في كل بقاع الوطن، وخاصة أهلنا في الكرك الشماء "خشم العقاب" تجاه الفعل الإجرامي الوضيع الجبان الذي قامت به عصابة البغي والفجور، الأشرار الضالون، الذين اغتالوا منتسبي الأمن العام والدرك، أولئك الكرام الذين كرسوا أعمارهم لحفظ الامن والحقوق والاعراض والارزاق.
لقد سجل نشامى الكرك، موقفا مشرفا جديداً، ينسجم مع سجل الكركية الحافل بالمروءة والتضحية والفداء، الكركية الذين يحضنون ويكرمون شهداء مؤتة، شهداء الفتح الإسلامي: جعفربن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة ومسعود بن الأسود ووهب بن سعد وعباد بن قيس وعمرو بن سعد وعامر بن سعد والحارث بن النعمان وسراقة بن عمرو وأبو كليب بن عمرو وجابر بن أبي صعصعة.
نعتز بأهلنا الكركية وعزوتنا، الذين قدموا صفوفاً متلاحقة من الشهداء، جند صلاح الدين الايوبي محرر القدس وقلاع الأمة وبقاعها، الكركية اهل "الهية" الذين أنجبوا قدر المجالي وإبراهيم باشا الضمور والد الذبيحين والشهيد هزاع المجالي والشهيد معاذ صافي الكساسبة، الكركية الذين آووا ثوار العرب وفلسطين وحموهم: الثائر السوري العظيم سلطان باشا الأطرش والثائر الفلسطيني العظيم قاسم الأحمد.
لقد التف أهل الكرك، كما هو منتظر منهم، التفاف السّوار بالمعصم، حول أبطال الامن العام والدرك وساندوهم وشكلوا عناصر رصد وقدموا دماءهم تبرعاً للجرحى من قوات الأمن العام والدرك.
موقف كركي مجيد، بلغ ذراه بتقديم كوكبة من الشهداء، دفاعا عن أمننا ووطننا في وجه الإرهاب والتطرف، في مقدمتهم شباب الكرك الشامخة المقدم الشهيد البطل سائد محمود المعايطة والرقيب الشهيد البطل علاء موسى النعيمات والشهيدان المواطنان ابراهيم مدالله البشابشة والمواطن ضياء علي الشمايلة بالإضافة الى إخوانهم الابرار الشهداء الأبطال من مختلف مناطق الأردن: محمد البنوي وشافي الشرفات ويزن السعودي وصهيب السواعير وحاكم الحراسيس.
لن ينال الإرهابيون من عزيمتنا والتفافنا حول رايتنا وقيادتنا وأجهزتنا الأمنية وجيشنا المحترف، فنحن الذين كلما اشتد الظلام برز من صفوفنا الشهداء كابراً عن كابر ينيرون لنا درب الخلاص والنجاة.
يرحم الله شهداءنا وأحرّ العزاء لملكنا ولأجهزتنا الأمنية ولكل أبناء شعبنا الأردني الواحد المتحد. ونسال الله أن يمن الله على المصابين بالشفاء التام.