اللهم احفظ .. اللهم إننا أهلك فارأف بنا
عدنان الروسان
19-12-2016 02:09 AM
اللهم إننا نعلم أنه " و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا أن الله شديد العقاب " ، اللهم إننا نعلم أننا عصيناك ، شبعنا في بعض أنحاء الوطن و جاع بعضنا في بعض أنحاءه و لم نكترث لجوعهم ، و نعلم أن هناك من لا يرقبون فينا إلا و لا ذمة من الفاسدين و اللصوص و الحمقى الذين بعناهم بعض ضمائرنا في الانتخابات ببعض دراهمهم ، و نعلم أن السفر بعيد و الزاد قليل فما تزودنا ، و نعلم أن الحرائق من مستصغر الشرر ، و مع هذا ما يزال بعض البلهاء يلعبون بالنار فيحرقون أصابعنا نحن لا أصابعهم ، و أننا رأينا الثور الأبيض أكل و الثور الأحمر اكل و الثور الأحمر من الأحمر الأول أكل و ما نزال نظن أننا الثور الوحيد الذي لا يقدر عليه أحد.
اللهم احفظ الكرك من كل سوء و اجعل ما فيها من سوء أخر ما فينا و ما بعد ذلك خير مما قبله ، اللهم احفظ اولئك الجنود و الرجال الذين يقاتلون دفاعا عنا و نحن لا نسألك رد القضاء و لكن نسألك اللطف فيه ، كنا ننتظر أن يحدث ما حدث لأننا نخاف ان يحدث ، و كنا ننبه و نريد أن ننبه مرة أخرى الى ضرورة رص صفوف جبهتنا الداخلية و تحصين مواطنينا ، و ذلك لا يكون بالخطابات و لا بالشعارات و لا بالهتافات و لا بالمقالات و لا بالكذب ، بل بالخوف على هذا الوطن الذي يضمنا جميعا و أن نعمل على على تصحيح ما افسدناه بأيدينا .
الإعلام الرسمي يتساءل ماذا يجب ان نفعل لرفع سوية اجهزتنا الأمنية و قواتنا المسلحة ، و السؤال في غير مكانه ، قواتنا المساحة و أجهزتنا لأمنية هي الأفضل في المنطقة و لا تحتاج الى رفع سويتها و في ذلك إهانة ( غير مقصودة ) لها ، و الشعب ملتف حولها و يحتضنها و الشواهد على ذلك كثيرة جدا ، نحتاج الى أن تعمل الحكومة على مكافحة الفساد ، و مكافحة المخدرات ، و مكافحة الظلم الإجتماعي و بناء استراتيجية فكرية وطنية و أن تفتح المجال في اعلامها للذين لديهم ما يقدمونه و يساهمون به ، نحتاج الى أن تتنبه الحكومة الى مواطن الخلل الإجتماعي و الفكري و أن ترتقي بأدائنا الوطني لحل مشكلات المجتمع التي تخلق بيئة للإرهاب و العنف و الإحباط و اليأس.
أما حفنة من الإرهابيين لن يتمكنوا من خلق حالة جديرة بالإهتمام إذا ما حللنا مشاكلنا لحقيقية ، حفنة من الإرهابيين لن تقدر علينا و هذا مؤكد و لا يحتاج الى نقاش ، اذا كان بيتنا محصن من الداخل فكل ما قد يطرأ لن يكون لن يكون الا زوبعة في فنجان و سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع ، سيكون الوطن صفا واحدا في وجه أي ارهاب و إرهابيين و لا نخشى على الأردن من الإرهابيين فهو قوي بإذن الله و لكننا نخشى عليه منا فلنتق الله في أنفسنا و وطننا و حاضرنا و مستقبل أبنائنا .
أما اولئك الرجال الذين قضوا دفاعا عنا و عن وطنهم و ما زالوا يقفون في برد الليل يحرسون و يسهرون لننام آمنين مطمئنين فعلى الذين قضوا منهم رحمة الله و إلى الذين ينتظرون و ما بدلوا تبديلا تحية إجلال و إكبار و تقدير و لن ينساكم التاريخ و لن ينسكم أهل هذا الوطن العظيم الذين لم ينسوا أبدا رجالات الوطن العظام ، و شدة و تزول ان شاء الله.