ماذا تحرسان .. ؟! مزرعة يكرهها أهلها من ذوي الياقات الذين ادّعوا إنها وطن ودجاج .. يا للدجاج .. فلم يعد هناك " شعير " ليأكله الدجاج .. لم يعد هناك " ذرُة " ، أو ذرة تراب بريء ينبش فيه الدجاج أو سناج ! ماذا تنتظران .. عظمة .. أم "قضمة" من لحم عجزت ان تلوكها ألسن الرسميون السابقون ذوو القلوب الأحمض من عصير الليمون .؟!
لماذا تتصاحبان .. وتتأبطان بعضكما كقوة إسناد ، ولم يعد هناك صاحب لصاحب ، أو أخ لأخ ، بل مستفيد وساحب ، وما أنتما في أنظارهم سوى " كلبين " وان اختلف لونكما ، وان ضربوا بكم المثل في الأمانة ، وإن تغزلوا بإفراطكم باستخدام مبدأ الوفاء ..
فلستم تلك النساء اللواتي يمتلكن الحصانة ، ولستم تشبهون تلك الكلاب المدللة التي تنزهها سيدات الشوارع المرقمة النظيفة ، وتنتظرها حينما ترفع أرجلها كي تبول على أرض أهلكم .
صديقاي العزيزان .. عفوا هل قلت صديقاي ؟ .. هل أخطأت .. أعتذر .. بل يا من أنا صديقكما ، لا تحرقا أعصابكما وتنتظران القادم من المجهول ، خوفا على مستقبل أبناء الحضانات ، وأحضان المربيات ، فإن هطل الثلج وأغلقت الدروب .. وتقطعت بكما "السبل " ، وادلهمت الخطوب ، و"الربع " في "مهاجع " النساء يتبادلون الشفاه الحرّى .. والأنفاس اللظى .. والعيون الدمعى .. والخدور السكرى من الروائح النشوى ، حينها لن يتذكركما أحد منهم ..
ولسبب بسيط فليس هناك أحد هناك من الأصل ، فكلهم أشباح يتركون أثرا ، ولا يظهرون ، يسرقون بأيد خفية ، وما من سارق ، يديرون معارك ، وما من محارب ، كلهم أبطال على ورق ، ومن ورق ، ومرسومين على الورق ، مشتبه به غائب ، ومطلوب لمحكمة الضمير غير المعترف بها .! وإن تذكركما صرير السرير .. أو "حارس "آخر مثلكما ، سيقولون له : لا عليك إنهما من ذوات الدم الحار ، فلن يضرهما شيئ ، بل هم المضرون ، وسيجدون " أرنبا " يكفيهم الجوع إن ضاقت عليهم جنبات بطونهم .
يا صديق .. هذه سنة البشر ، يعشقوك سكينا ليقتلوا بك أعداءهم .. ويذبحوا بك خرافهم ، ويقشروا بك التفاح ليطعموا نساءهم .. ويقطعوا بك " التورته " في أعياد زواجهم ، و ميلادهم وميلاد أطفالهم وصديقاتهم ، دون أن يعلموا تاريخ ميلادك أو تاريخ وفاتك ، ولا حتى تاريخ عيد استقلال بلادهم
.. ثم ان أصابهم " البطر " ضجوا بالأفأفة والضجر .. وتركوك يا صديق .. على قارعة الطريق وبلا رفيق ، ..أتعلم السبب ؟.. لأنك ثمرة " بلدية " مليء بك الشجر ، ومثلك كثير يأتي به القدر ..
أما الثمار الموسمية والاستوائية فهي كالكافيار يطلبونها عبر القارات وعبر الفضاءات في الطائرات ، مهما غلت أسعارها ، ومهما كلف الأمر . يا صديقاي .. لا تطيلا مكوثكما حارسين ها هنا ، حتى لا تحل لعنة الناطور عليكما ، بعدما ينتهي موسم الحصاد وتذبح البقر ، ويغادر كل مكتال بكيله ، وتوزع " الصُرر " ..
ابحثا عن ( مصلحتكما ) في أي مكان في الدنيا في أي مصر ٍ وفي أي قطر ، حتى لو على بوابة "سقرّ " .. لا أحد يحبكما هنا ، فما الضرر !!؟
Royal430@hotmail.com