عمون - دعا متحدثون في ندوة "أخلاقيات العمل والمهنة في النقابات المهنية" الى تعزيز دور النقابات في الدفاع عن اخلاقيات المهنة ووضع حد للتعدي عليها.

وطالبوا خلال الندوة التي اقامتها الجمعية الاردنية لاخلاقيات العمل والمهنة في مجمع النقابات المهنية تحت رعاية الرئيس الفخري للجمعية رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات، بايجاد اليات نقابية تعزز الاخلاقيات المهنية في ظل تراجع القيم الانسانية.

وقال عبيدات ان منظومة القيم في المجتمع الاردني بشكل عام اصابها ما اصابها من العطب والانهيار، وترتب على ذلك ان اخلاقيات العديد من المهن والاعمال في مختلف الميادين قد غزاها الفساد واصبح ينعكس بصورة سلبية مختلفة على علاقات اطراف العمل، كما تردت نوعية الاداء في معظم المهن، وتعطلت وسائل الرقابة الذاتية، فأصاب اخلاقيات الاعمال والمهن خلل مذهل.

واضاف انه بالرغم من ذلك فاننا لانقبل الاستسلام للفساد، وانه لابد من التكاتف والعمل المنظم للخروج من هذه الحالة، وان النقابات المهنية تتحمل مسؤولية تاريخية في هذا الواجب، ومطالَبة بان تنهض بمسؤوليتها الاخلاقية والمهنية والوطنية.

واشاد عبيدات بالدور الذي تقوم به المؤسسة العامة للغذاء والدواء ومؤسسة المواصفات والمقاييس في محاربة الخلل والانحراف والفساد على عدة جبهات دون كلل اوخضوع للضغوط التي تمارس من عدة جهات على حد تعبيره.

ومن جانبه قال رئيس مجلس النقباء نقيب اطباء الاسنان د.ابراهيم الطراونة ان العالم يعاني بشكل عام من ازمة في القيم الانسانية، وان بعض المنظمات الدولية قالت في تقاريرها ان القيم الانسانية باتت في خطر، وان هذا الخطر الذي بدأ يتمدد بات يطال كل شيء له علاقة بالسلوكيات التي يمارسها الانسان سواء اكان منتميا لمهنة او ممارسا لعمل ما.

واضاف ان التركيز والتذكير بالاخلاقيات والقيم والمباديء يواجه على اهميته العديد من الصعوبات والتحديات والمعيقات التي تصطدم بالمارد المادي الذي بات يسيطر على كل شيء يعترض طريقه.

وقال د.الطراونة ان الدور الذي تقوم به النقابات على صعيد اخلاقيات المهنة بحاجة الى اعادة نظر، وجهودٍ لدفعه الى سلم اهتمامات النقابات المهنية التي تخوض يوميا العديد من المعارك النقابية للحفاظ على مكتسباتها ومهنها.
واشار ان موضوع الاخلاقيات المهنية لم يغب يوما عن تفكير واهتمامات النقابات المهنية، الا ان عدم ترجمة مقولة ان "النقابات بيوت خبرة" على ارض الواقع عند وضع التشريعات التي تمسها ومنتسبيها، وعدم استشارتها في القضايا التي تمس مهنها ومحاولة انتزاع الدسم منها، ساهم في اشغالها عن الكثير من اهدافها الاساسية في تنظيم مهنها والدفاع عن منتسبيها.

واقترح د.الطراونة ادخال مساقات خاصة الى الخطط الدراسية الجامعية حول اخلاقيات المهنة وربطها بالممارسة والتدريب العملي، وايجاد لجان نقابية تراقب مستوى الاخلاقيات المهنية في كل من النقابات والمؤسسات المعنية، وربط الالتزام بالاخلاقيات المهنية بالثواب والعقاب وتفعيل عمل لجان الشكاوى ومجالس التأديب، وإطلاق حملات اعلامية لتوعية منتسبي المهن بقيمة الاخلاقيات كاساس للممارسة السليمة للمهنة.

واعتبر ان تفريغ النقابات للقيام بدورها وعدم اشغالها بقوانين وقضايا تمس ذلك الدور من شأنه ان يساهم في رفع مستوى اهتمامها بقضايا المهنة الاساسية وبالتالي القيام بدورها الوطني المطلوب في دفع عجلة التقدم والتطور.
ومن جانبه قال رئيس الجمعية محمد البشير ان الجمعية سعت منذ تأسيسها في العام 2004 الى رفع مستوى الوعي بالممارسات الاخلاقية التي تنَمي الولاء للمؤسسة وتشكل مدخلاً للولاء للوطن.

واكد على اهمية تعزيز القيم الاخلاقية وقيم الانتماء في اوساط المهنيين الذين يشكلون 25% من المواطنين.
وشدد على ضرورة ادخال مساقات الاخلاق للمناهج الدراسية في المدارس والجامعات، أسوة بدول متقدمة ساهمت الاخلاق في دفع عجلة التطور والتقدم فيها.

وقدم المدرب والمحاضر المهندس الزراعي د.سليم النابلسي ورقة بعنوان "أخلاقيات العمل والمهنة"، أوصى فيها بتدريس مادة الأخلاق المهنية في الكليات والمعاهد، وتنظيم دورات تدريبية أو محاضرات أو لقاءات لحديثي التخرج حول موضوع أخلاقيات المهنة، وعقد ندوات في النقابات والمنظمات المهنية لمناقشة موضوع الأخلاقيات المهنية الدقيقة للمهنة بناءً على الممارسات الميدانية والتطورات العلمية والمهنية لكل مهنة.

كما اوصى بتشكيل لجنة دائمة في النقابات والمنظمات تسمى( لجنة أخلاقيات المهنة ) تعمل على تنظيم الفعاليات ذات العلاقة بموضوع أخلاقيات المهنة، وإصدار ميثاق أخلاقيات المهنة، وتفعيل دور النقابات والمنظمات الرقابي على المهنيين الذين يرتكبون أية مخالفات مسلكية، ودعوة الاتحادات المهنية العربية لتشكيل لجنة (الأخلاق المهنية العربية)، تكلَّف بمهام إصدار مدونة أخلاق مهنية عامة للنقابات والاتحادات العربية المهنية.