صعود اليمين المتطرف في أوروباد. هايل ودعان الدعجة
17-12-2016 04:35 PM
لا ندري بماذا نفسر الموجات المتطرفة التي اجتاحت المجتمعات الغربية مؤخرا بشكل أخذ يهدد أنظمتها الديمقراطية ومنظومتها القيمية الليبرالية بالانحسار وربما بالانهيار في ظل صعود الأحزاب والتيارات اليمينية المتطرفة في هذه المجتمعات ، وزيادة شعبيتها وفرص فوزها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في بلدانها واحتمال فوزها بمقاعد اضافية في الاتحاد البرلماني الاوروبي بشكل لافت ومؤثر ، وذلك على وقع تصاعد حدة خطاب الكراهية والخوف والعنصرية لدى هذه الأحزاب التي تتصف بالتعصب القومي والديني من خلال مناهضتها للهجرة ومعاداتها وتحريضها ضد الإسلام ، ومحاولة تعزيز النزعة القومية والانفصال عن اوروبا ، حيث استطاعت التأثير في الناخب الغربي وميوله ، وجعلته يؤيد طروحاتها وبرامجها وافكارها الراديكالية ، التي قد تنسف الصروح الديمقراطية التي شيدتها هذه المجتمعات واستغرقت في سبيل انجازها أزمنة طويلة ، حتى غدت نماذج حضارية تطلع شعوب الدول الأخرى الى الاقتداء بها وتطبيقها . وان ما يبعث على الحيرة والاستغراب الاستجابة الشعبية السريعة مع هذه الافكار المتطرفة ، وفي مجتمعات أعتقدنا انها محصنة ديمقراطيا وحضاريا وانسانيا . فاذا بنا امام حالة متناقضة تستحق التوقف في ظل هذا التحول المفاجىء في ذهنية المواطن الأوروبي الذي اعتقدنا أنه نشأ على المفاهيم والمبادئ الديمقراطية من تسامح وحرية وتعددية وقبول الاخر ، وباتت من مكونات شخصيته (الحضارية) ، وذلك قبل ان يسقط في ظلمة خطاب الكراهية بمجرد ان وجد نفسه امام اختبار حقيقي لبيان مدى استعداده وتقبله لممارسة شعارات الديمقراطية والإنسانية التي تبناها وأطلقها وحمل لواء الدفاع عنها على ارض الواقع ، فاذا به يفشل في هذا الاختبار الواقعي ، عندما تكشفت الامور وتبين انه لا يستطيع تطبيق ما يطلبه من غيره على نفسه وفي بلده المنتمي للمنظومة الغربية ، التي طالما رهنت إقامة علاقات مع الدول الأخرى ‘ خاصة دول العالم الثالث ، على مدى مراعاتها واحترامها وتطبيقها لهذه الشعارات ، حتى انها كانت تشترط تقديم المعونات والمساعدات وتبدي استعدادها لشن الحروب ، دفاعا عن هذه القيم وضمان نشرها في أكبر عدد من الدول التي تعتبرها متخلفة . فاذا بنا امام معطيات ومواقف متناقضة ومخادعة سرعان ما تبين زيفها امام هذه الوقائع العنصرية الصادمة . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة