أعمال ورشة عمل "القيم المشتركة لمواجهة الفكر المتطرف"
شعار المعهد
17-12-2016 12:11 PM
عمون - تواصل في عمّان أعمال ورشة عمل "القيم المشتركة لمواجهة الفكر المتطرف" التي ينظمها المعهد الملكي للدراسات الدينية ومؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، بمشاركة عدد من الشباب من مختلف المحافظات، ويمثلون عدداً من المؤسسات.
وقالت الدكتورة ماجدة عمر، مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية، خلال افتتاحها أعمال الورشة "إن البيئة التي ترعى التطرف بأشكاله بيئة طاردة للقيم الإنسانية والحوار بين الثقافات الذي يركز على القواسم العالمية المشتركة والحوار بين أتباع الديانات القائم على الاعتراف بالآخر والاحترام المتبادل".
وأضافت الدكتورة عمر أن الفكر المتطرف القائم على إقصاء الآخر "المختلف فكرياً أو مذهبياً أو عرقياً يتعارض مع المفاهيم والقيم التي تشكل عماد أي مجتمع ودولة حديثة قابلة للحياة ومستدامة، وهي: المواطنة؛ التمكين الديمقراطي؛ العيش المشترك؛ التنوع والتعددية؛ والقيم الأخلاقية المشتركة".
وأكدت الدكتورة عمر أنه "يمكن مواجهة الفكر المتطرف من خلال تأكيد احترام الأديان والحرية الدينية وشجب خطاب الكراهية والتكفير، والتشديد على أهمية تعزيز الحوار والتواصل بين أتباع الديانات في القضايا ذات البعد الاجتماعي، وتشجيع المشاركة الفعالة في صياغة المبادرات وتنفيذ المشروعات العملية المشتركة التي تؤدي إلى استدامة نتائج الحوار وتحقيق تواصل مستدام بين ممثلي الأديان".
وأشارت الدكتورة عمر إلى أننا "بحاجة إلى العمل على ترسيخ القيم المشتركة لمواجهة الفكر المتطرف؛ استناداً إلى الحوار الذي ينطلق من الاعتراف بالآخر على المستويين الوجودي والمعرفي ويرتكز على القيم الإنسانية المشتركة، بما يؤدي إلى قبول الآخر المختلف ثقافياً ودينياً".
وقالت الدكتورة عمر إن "إقامة الحوار المعمق وإيجاد فضاءات للنقد البنّاء والفكر المستقل يؤدي إلى تحقيق الاستقرار والسلام والعيش المشترك في المجتمع مهما اختلفت مكوناته الدينية أو العرقية أو الثقافية. فمهما اختلفت الثقافات والمعتقدات في بعض جوانبها إلا أن احترام التعددية والتنوع لا بد منه. ففي التنوع أساس متين راسخ للقيم المشتركة".
وبينت الدكتورة عمر أن رسالة المعهد الملكي للدراسات الدينية تهدف "إلى تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل والفهم والتفاهم والعيش المشترك والسلام وقبول الآخر لدى مكونات المجتمع الواحد، وفي ترسيخ الحوار بين أتباع الديانات والثقافات باعتباره أداة فعالة في مواجهة ظواهر التطرف والتعصب والاقصاء".
وقال حسام ارحيل، منسق مشروع الأردن في مؤسسة فريدريش ناومان، ان "الحوار المشترك، كالذي نفعله اليوم أداة فعالة للمصالحة المجتمعية لان ممثلي المجموعات الدينية اذا ما اقتنعوا باهمية هذا الحوار، سيقودون اخوانهم من نفس ديانتهم او طائفتهم الى المحبة والتسامح واكتشاف الآخر".
وأضاف أننا نعيش هنا في الاردن حالة جميلة من التعايش الديني والتسامح والتكامل، تشوبهها احياناً بعض الممارسات التي لا تمثل الحالة العامة. فنحن في الاردن نضرب مثالا في استخدام القيم المشتركة لمواجهة التطرف، وعلينا كشباب ان نبني على الجهود التي بذلت هنا في الاردن، كرسالة عمّان، وهذا هو سبب وجودنا اليوم في هذه الورشة التدريبية وهو الخروج برسالتنا كشباب لمواجهة الفكر المتطرف.
وتمحورت الجلسة النقاشية الأولى في الورشة حول "التعددية الدينية وقبول الآخر" بمشاركة الدكتور عامر الحافي، المستشار الأكاديمي في المعهد الملكي للدراسات الدينية، والقس سامر عازر، راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة.
وقال القس عازر في الجلسة النقاشية أن "الاختلاف صحي، وهو مدعاة للعقل التحليلي، للعقل الباحث، للعقل المفتش للوصول إلى الحقيقة أو على الأقل الاقتراب منها. لكن الخطر، يكمن عندما يتحول هذا الاختلاف إلى حقد وكراهية ورفض للآخر ونبذ للآخر، وربما لتكفير الآخر".
وأضاف القس عازر أن العالم "يحتاج للعقل الباحث النقدي التحليلي الذي ينظر للأمر بشمولية وليس بجزئية، بنظرة واسعة وليس بنظرة ضيقة، بانفتاحية وليس بتعصبية، وقد خلق الله العقل لهذه الغاية ليبحث في الكون وفي أسراره وفي عظمته ولكي يعرفه أيضاً من خلال العقل".
وقال القس عازر أن "المحبة والرحمة والإنسانية وعمل الخير والصالح العام والعناية بالخليقة وبحب الأوطان كلها قواسم صلبة أساسية مشتركة تحض على محبة الآخر واحترامه والتفاعل معه للوصول إلى أعلى درجات الروحانية والإنسانية التي دعانا الله إليها".
وقال الدكتور عامر الحافي، المستشار الأكاديمي في المعهد الملكي، أن فشل التعددية على المستوى السياسي والثقافي والعرقي في كثير من الدول العربية قد أسهم بشكل كبير في تقويض أسس التعددية الدينية.
وأضاف الدكتور الحافي أن تسلط التفسير وتقديمه على النص الديني الأساسي كان له أسوأ الأثر في طمس روح الدين وقيمه الجوهرية؛ مشيراً إلى أن التطرف المرتبط بالدين في المجتمعات الإسلامية هو انعكاس للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أكثر منه نتاجاً طبيعياً للدين.
وتمحورت الجلسة الثانية، وهي جلسة تدريبية، حول "فن التعبير عن الذات، كيفية صياغة رسالة الشباب عن الفكر المتطرف" أدارها المدرب عماد أبو صالح. وأدار جلسات اليوم الأول للورشة يزن العزام، منسق مركز المشروعات الدولية الخاصة.