حلب تصرخُ من قاع الروح وارباااااااااااه !
لأول مرة أكتب بألم ووجع وعجز لم يسبق لي لكلماتي هذا الألم ،فألآلم أدهى وأمرّ,
لم يستجيبْ لها أحد ،أنظار العالم بأسره ترمقها ،ويحفها الله بلطفه،وارباااه!،ما يحدث في حلب الشهباء ،خارج عن الطبيعة وضد الطبيعة ،وما هو أصعب من ذلك هو دفع ضربية حرّية التّعبير ،وحقوق إنسانية إلى مع وضد ..
فُقدت الكرامة الإنسانية بكل ماتحمله الكلمة من معنى ،مشاهد التعذيب والقمع للأطفال والشباب ،وهناك من يُأمر بالسجود لغير لله ،وآخروون يُجلدون بالسوط ،وغيرهم يحرقون بالأسيد الحارق، وزهرات وأمهات تغتصب في كل مكان وغيرهنّ ينتحرنلكي لا تلوثهم أيدٍ نجسة قذرة فموتهن بهذه الطريقة أشرف من تنجيسها ، فقدتْ الكرامة الإنسانية من الجذور . ما بعد يا دنيا؟؟قُهرنا يا الله >
حلب،من جديد توقفنا أمام موقفنا من ما يحدث وجهًا لوجه بما قدمته بدمائهم وأعراضهم وأطفالهم وشبابهم وشيوخهم ونسائهم ثمنًا للحرّية .
لكن وربّ الكعبة ،والذي خلقهم بالحقّ لن يضيعوا....ولن يستمر الظلم مهما عظُم وكبُر.
لياليٍ قاسيةٍ،ومظلمةٍ ومرعبةٍ تمرّ بحلب الشهباء ،بعد مشاهد الرعب التي نتناولها في كل ساعةٍ
قبل خلودي إلى النوم، ما أتخيله في حجرتي" الأطفال يصرخون وجعًا ، أمهات تستنجد برب الكون ،أطفال يلعبون الكرة بين الركام والجثث ،أنين أمهات بكاء رجال رائحة الموت تقترب من بابي ،أحب الشتاء لكن هذه المرّة أخالف حبي له بأنّه لم يرتب مواعيده مع دمار الذي حلّ بحلب ،مع الرّضع الجائعين وبكائهم المستمر بردًا وجوعًا ،والنساء الّلواتي فقدن فلذات أكبادهن أمام أعينهن كل هذه الصّور البشعة كانت في حجرتي
اهرب اهرب ....ما تطلع لورا ....ما تفتح عينك وانت بتركض اهرب بأقصى سرعة اهرب!
ولادي ولادي ....يا الله يارب ...شو ذنبنا وين نروح ،لقيت جثة هون هون تعالوا ساعدوني ، تحت الهدم ساعدوني طفل ،شيخ وامرأة تحت الانقاض ،ورجالهم مقهورين باستمرار"
دعونا نتخيّل معًا ما يجري في حلب كشاهدين على الحدث بعد التاريخ على المجازر والمذابح التي تشهدها الآن "تخيّل أنك تقتل وتموت ،وكل ما حولك من دمار ودماء وأشلاء هنا وهناك ووجوه طفولية وحشية ستكبر يومًا ما إن بقيتْ على قيد الحياة ،وهناك من يراقبوك بلامبالاة ماذا ستفعل ؟؟هل سيمحو الزمن الصورة القاتلة التي حُفرتْ في أدمغتهم؟
حلب،ورب الفلق كنّا معك قلبًا وقالبًا بما نستطيع بقلوبنا بصلواتنا ودعائنا إلى الله بفك كربك في الوقت القريب العاجل ،أبكيتنا ياحلب بكاءً لا يعلمه إلا الله
وهناك من خرج لنصرتك في الشوارع وأمام السفارات اسنفرًا لما حدث لكي ،وأصوات الدعاة التي ملأت عنان السماء وزلزلت الطغاة لك يا حلب ،"عذرًا هذا ما نستطيع تقديمهُ لك".
ما بعد دمارُ حلب دمارٍ!
نعم، كل هذا الدم الذي نزف دون ذّنب والتوحش والعنف والقتل اليومي والساعي واللحظي العلني أمأم سبعة مليار بشري يعيش على الكوكب الأرض "إن لم يكن العدد دقيق فهو أكثر أو أقل "، لن يُخرجَ من حلب جيلًا من الرّسامين والشعراء والعلماء والمعلمين إطلاقًا .
بل جيلًا لا يستطرب إلّا على أغاني الموت ولا يستنشق أي رائحة عطرة غير رائحة الدم والموت ،وأطفالٌ يلعبون في الرّكام مع أرواح إخوانهم المستشهدين تحت الرّكام .
Taqwa11alali@gmail.com.