ليس صحيحا أن خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني ليس طيبا وليس منطقيا لمجرد أنه يقول لمن حاول من اللبنانيين أن يطعن المقاومة اللبنانية من الخلف خلال الحرب مع إسرائيل أن ذلك لايجوز ، وليس عيبا أن نصل في العالم العربي حكومات وأحزابا الى مرحلة جديدة نستطيع فيها الكلام مع بعضنا البعض بصراحة دون أن نعتبر هذه الصراحة خروجا عن اللياقة والمألوف لمجرد أنها تكشف الحقائق كما هي.
ثم لماذا كل هذا الصخب الهائل حول تحالف حزب الله مع إيران وسوريا ، إذا كان مسموحا للبقية ، كل البقية أن يتحالفوا مع إسرائيل وأمريكا ، ومسموحا لهم أن لايستحوا بذلك بل مسموح لهم أن يجاهروا ويفاخروا الدنيا بهذه العلاقة الحرام ، فلماذا لايتحالف حزب الله مع إيران وسوريا ، ولماذا لاتتحالف حماس مع زعيط نطاط الحيط من أجل الحفاظ على حكومتها الشرعية المنتخبة ، لماذا هذا الهجوم على كل لافتة إسلامية مهما كان نوعها وأدائها ، ثم لماذا أصبح الشيعة كلهم قلم قايم شيئا سيئا ، في الشيعة سيئون كما في السنة سيئون ، وفي الشيعة اطهار كما في السنة كذلك ، السنة الذين يريدون أن يبيعوا كل فلسطين لليهود ماذا يختلفون عن الشيعة الذين يقتلون الأبرياء في العراق ، والشيعة الذين يدافعون عن شرف الأمة في جنوب لبنان ماذا يختلفون عن المجاهدين في بعقوبة والفلوجة والحديثة .
الولايات المتحدة وغيرها يريدون أن يثيروها شيعة وسنة ، أزلام الصليبين الجدد والمحافظين الجدد يريدون أن يعطونا دروسا في المذاهب الاسلامية وهم أشد أعداء الإنسانية وأعداء الإسلام ، المنقادون لأي شيء ، الهاتفون الناعقون لكل غريب يريدون منا أن نبيع كل عالمنا العربي وكل عقيدتنا من أجل أن نكون مع التي تأمنا من خوف ولم تطعمنا من جوع ، الولايات المتحدة التي تستمتع بقتلنا وشرب دمائنا وتمزيق أجساد حرائرنا أمام أعيننا ، الولايات المتحدة ، الشيطان الأكبر ، الهمجي الأكبر في هذا القرن وذاك .
كل مقاوم للإحتلال الأمريكي شريف نظيف ، وكل رافض للمشروع الأمريكي البريطاني اليهودي نظيف شريف ، وكل من يدافع عن أرض الأمة ونفط الأمة وحرائر الأمة وأطفال الأمة ونخيل الأمة نظيف شريف ، الشيعة المجاهدون على رؤوسنا من فوق والسنة المجاهدون على رؤوسنا من فوق لأنهم تيجان الرأس وأعلام الأمة وإذا عجزنا عن الجهاد والنضال والكفاح ، إذا عجزنا أن نكون عربا ، إذا عجزنا أن نكون مع أنفسنا فلنترك المجاهدين يدافعون عنا على الأقل .
أليس كافيا أنا قعدنا مع الخوالف ورضينا أن نكون مع النساء والأطفال بينما رجال الأمة يرفعون رايات النصر في سماء الدنيا كلها وبينما هم يحققون كل إنتصارات العز في لبنان وفلسطين والعراق .
حسن نصر الله ليس مذنبا لأنه إنتصر على اليهود ، وحارث الضاري ليس مذنبا لأنه يحارب الأمريكيين وأسود بغداد وفلسطين وغزة ليسوا مذنبين لأنهم يقصفونالمحتلين بالصواريخ ، نحن المذنبون...