إن الهجوم الجبان الذي شنه الصعلوك الإسرائيلي جلعاد شارون على جلالة الملك وعلى الهاشمين في الصحف العبرية مؤخراً هو – في حقيقة الأمر- وسام فخر وشرف لجلالته ليس فقط مصداقاً لما جاء في هذا البيت الشهير من الشعر:
واذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
ولكن ايضا لأن ما اعتبرها هذا الصعلوك الأفاق نجل السفاح شارون مثالب في المسيرة الملكية الزاهية هي في الواقع محطات مضيئة في سفر إنجازات جلالته يحق له وللأردن أن يسجلاها بأحرف من نور.
والسؤال هو: هل يمكن لإناء شاروني وضيع إلا أن ينضح بما فيه من بؤس وخسة ورثهما كابراً عن كابر؟!
لقد اقترن اسم شارون بالجرائم والمجازر والولوغ في الدم البشري وأصبحت سيرته مقترنة بالغدر والوحشية والإجرام الى الحد الذي دفع البعض للقول أن ذلك الجزار المجرم لقي عقابه الذي استحقه قبل أن يرحل عن هذه الدنيا ، فقد تعطلت وظائف جسده وهو ملقى على فراش الموت لعدة شهور ، فكان ميتا بين الأحياء لعدة اسابيع وإنتشرت رائحته النتنة في كل أروقة المشفى الذي مات فيه ولم يجرؤ حتى أقاربه على الإقتراب منه .
فكانت نهاية لائقة لمجرم سفاح .
واليوم ياتي نجله جلعاد ليتطاول على الملك والهاشمين والأردن بدعوى أن جلالته "يضايق" اسرائيل في المحافل الدولية !
ان دفاع الملك عن القضية الفلسطينية في كل المنابر الدولية لشرف كبير لا ننكره بل هو واجب وطني وقومي نباهي به الدنيا ، فصوت مليكنا المجلجل هو الصوت العربي الوحيد الذي لم يكل أو يمل مذكراً العالم بعدالة القضية الفلسطينية وبحجم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني الذي صودرت ارضه وانتهكت حقوقه وديست مقدساته .. فإذا كانت إسرائيل تعتبر ذلك مضايقة فهذا مكسب إضافي نرحب به !
لقد صمت الآخرون ولم تعد القضية الفلسطينية في سلم أولوياتهم ،ولكننا نفاخر الدنيا أن مليكنا هو صاحب الصوت الأقوى والأوضح الذي لا يتردد في الدفاع عن قضية فلسطينية باعتبارها القضية المركزية في المنطقة ، كما أن غياب العدل فيها يعد سبباً أساساً في استمرار القلاقل و حالة عدم الإستقرار في العالم كله .
ان فضح العدوان الإعلام الإسرائيلي في المحافل الدولية وكشف زيف ادعاءات اسرائيل بالديموقراطية والعدالة هو جزء من واجبنا ، ومهما فعلنا فسنبقى مقصرين ، فما تعرض له شعب فلسطين هو جريمة يندى لها جبين الإنسانية ، ونحن لا نتوقع من شاروني مجرم أن يدرك ذلك ، كما أن دفاع مليكنا عن عروبة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية هو واجب لن نتخلى عنه مهما ملأ الحاقدون الدنيا ضجيجا.
ولعل قرار اليونسكو الأخير الذي دحض مزاعم اسرائيل في القدس، وهو القرار الذي كانت البعثة الأردنية الدائمة لدى اليونسكو قد تقدمت به ، هو الذي جعل شارون الصغير وامثاله يفقدون صوابهم .. فقد نفت اليونسكو في قرارها التاريخي ذاك وجود أي إرتباط تاريخي بين اليهود والحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى وحائط البراق.
إن رد الفعل الإسرائيلي الموتور الذي عبر عنه الحاقد شارون الصغير يثبت بما لايدع مجالا للشك أننا على حق وأن مواقف مليكنا المشرفة هي في واقع الأمر أوسمة عز على صدر كل أردني وعربي شريف ، بل كل إنسان منصف في هذا الكون.
إن الهراء الذي ساقه جلعاد شارون يدل دلالة قاطعة أن جهود الملك النشطة على الساحة الدولية قد أوجعت عتاة الصهاينة ، فجلالته يعد من اكثر زعماء العالم إمتلاكا للقدرات الإتصالية الماهرة والفذة، وقد وظف هذه القدرات المميزة لخدمة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، مما جعل شارون الصغير يقر – من حيث لايقصد – بنجاح هذه الجهود حد الإيلام ...
وفي الواقع فإن إعتراف شارون الصغير الضمني بنجاح الجهود الملكية بدليل صراخه الذي ملأ الآفاق هو بمثابة رجاء نرفعه لمقام جلالة الملك ليس فقط للإستمرار في هذه الجهود المثمرة المباركة الرامية للدفاع عن الحقوق العربية بل لمضاعفتها والتوسع فيها إلى أكبر مدى .