عمون – لقمان إسكندر - يخرج رجال كتائب عز الدين القسام أمس في ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الاسلامية حماس رافعين يافطات كتب عليها: "حلب تباد .."

رجال القسام حملوا يافطات كتبوا عليها أيضا: اللهم انتقم من طاغية الشام بشار الاسد وشبيحته.

لكن هذا لن يعني شيئا للبعض ومنهم النائب الأردني رئيس نادي الوحدات، الذي كتب على وقع المجازر في حلب التي ترتكبها المليشيات العنصرية والطائفية الروسية والإيرانية: (اليوم حلب حرة موحّدة في حضن الدولة السورية…وخروج المسلحين فجراً.. تركيا تأوي جماعاتها المهزومة.. كما فعلت «إسرائيل» عام 2000).

لقد فسر البعض ما كتبه رئيس نادي الوحدات النائب الأردني أنه يتشفى من الضحايا. على أية حال هناك العشرات من الأردنيين من فئة اليسار الذين طربوا فرحا لما يجري في حلب اليوم، واعتبروه نصرا للممانعة على يد موسكو حليفة الصهاينة.

وطارق لا يعرف عنه بانه يساري، بل ان لليسار كلام عليه، لكنه يلتقي مع اليساريين على مفترق بشار -.


جماهير الوحدات سيهتفون لحلب غدا الجمعة

وضجت جماهير وحداتية غضبا على ما كتب خوري في وسم #طارق_خوري_لا_يمثلني وكتب الكثير منهم على التويتر والفيسبوك ما تتحفظ عمون على نشره.

ومما يمكن نشره كتب صفحة على التويتر باسم (صدى جماهير الوحدات) قائلة: جماهير نادي الوحدات وفي المباراة سيكون لها وقفة مع تصرفات النائب خوري والهتاف لحلب.

وقال آخر: جماهير الوحدات والشعب الاردني متضامن مع حلب والنائب طارق خوري يمثل نفسه.

بين المقاومين والممانعين

ويفترق اليوم مصطلح الممانعين والمقاومين الى شطرين بعد أن كانا يعنيان يوما مفهوما واحدا. وقد وصل الأمر عند الممانعين للمزاودة على المقاومين في جهادهم ضد الاحتلال الصهيوني.

علينا اليوم أعاد فرز مثل هذه المصطلحات، فالممانع يعني الان ذاك الشخص المتحالف مع مراجع إيران وروسيا والصين والافغان ويقول إن عدوه الأول دولة الاحتلال الصهيوني، وانه سيرد على كل اعتداء يقوم بها في الصهاينة في المكان والزمان المناسبين. وستسمع منه كلاما تشعر بأنه عميق عن "الانحطاط العالمي"، و"الدول الاستعمارية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة" و"الامبريالية العالمية".

أما المقاومون فهم الذين يحملون أسلحتهم ومشغولون بالجهاد ضد المحتلين، ويرفعون شعارات ترى في بشار الأسد وحلف الممانعة خيانة للأمة وفلسطين.

ويعرف اليسار بانتمائهم لمنطق عقلية المؤامرة، حتى يكاد المرء منهم ينزلها على علاقاته الاجتماعية. لكن عندما يتعلق الامر بنظام بشار الاسد، فسيحتاج الى رابط عجيب يستخدمه - ما تبقى في الدنيا من يسار - للاستدلال بأن صاحب رقبة الممانع عدو لاسرائيل في المكان والزمان الذي يحدده هو.

أما إذا تطلب الأمر اكثر فسيعمد الممانعون إلى تخوين المقاومين والشهداء أنفسهم، ومن خلفهم كل تاريخهم. فالمعيار واحد: أن تكون مع الاسد، لكن تحت كلمة أكبر هي "المؤامرة الكونية على سوريا".