الاردن يملأ الفراغ الدبلوماسي مع قطر وسورية
فهد الخيطان
18-10-2008 03:00 AM
قبل زيارة الملك عبدالله الثاني الى قطر الشهر المقبل ستعين الحكومة سفيرا اردنيا في الدوحة بعد ان ظل الموقع شاغرا لفترة ليست بالقليلة فقد فتحت الزيارة الخاطفة لرئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي الى الدوحة الاسبوع الماضي الباب امام البلدين لاعادة ترميم العلاقة المشوبة بالتوتر الخفي.
ملء الفراغ الدبلوماسي لا يقتصر على الدوحة فيوم الخميس الماضي كان السفير الاردني الجديد لدى دمشق عمر العمد يقدم اوراق اعتماده للرئيس السوري بشار الاسد. فمنذ عودة السفير السابق والنائب الحالي هاشم الشبول من دمشق اوائل العام الماضي لم يعين الاردن خليفة له. ورغم ذلك كانت العلاقات الاردنية السورية جيدة الى حد كبير اذ ما قورنت بالعلاقة مع قطر. وينبغي الاشارة هنا ان سورية وقطر حافظتا على تمثيل دبلوماسي برتبة سفير في عمان.
في النصف الثاني من العام الحالي شهدت علاقات الاردن مع ما يعرف بمحور الممانعة تحسنا ملموسا في اشارة الى تحول جوهري في السياسة الخارجية فقبل الانفتاح على قطر وسورية اتخذ الاردن قرارا استراتيجيا بالانفتاح على حركة حماس المحسوبة على تحالف الممانعة.
الخطوة الذكية التي لقيت ترحيبا واسعا في الاوساط الاردنية والفلسطينية اعتبرها المراقبون السياسيون محطة تمهد لخطوات لاحقة.
والى جانب الحوار المبرمج والمستمر مع حماس نلحظ لهجة رسمية معتدلة عند الحديث عن حزب الله اللبناني. اذ يؤكد المسؤولون على مختلف المستويات ان الاردن لا يستهدف حزب الله ولا يضمر له الشر وينظر اليه كأي طرف اساسي في المعادلة اللبنانية المعقدة.
وفي سياق الموقف من لبنان يبدو الاردن من اكثر الاطراف العربية ارتباطا للتفاهمات السورية اللبنانية الجارية التي كان يدعو اليها دائما. ولم تتردد وزارة الخارجية باصدار بيان قبل يومين ترحب فيه بالتبادل الدبلوماسي بين سورية ولبنان.
الموقف من الازمة اللبنانية كان واحدا من ملفات الخلاف بين الاردن من جهة وسورية وقطر من جهة. الا ان النجاح الذي تحقق على هذا الصعيد بعد مؤتمر الدوحة ساهم في ترطيب العلاقات بين الطرفين.
الاردن الذي راهن على تحالف المعتدلين لتحقيق السلام والتنمية في المنطقة يشعر بالقلق الآن مع تبدد فرص الحل السلمي للصراع مع اسرائيل وبدأ يتحسب لمواجهة كافة الخيارات. ولاجل ذلك هو في أمسّ الحاجة لتنويع خياراته وكسر حدة »التخندق« في الساحة العربية.
الملك عبدالله الثاني كان يطمح دائما لعلاقات قوية مع جميع الدول العربية وسعى الى ذلك بكل طاقته لكن الظروف لم تكن مواتية دائما لتحقيق هذا الهدف النبيل, الآن ونحن نقترب من طي مرحلة سياسية على مستوى العالم والاقليم يجد الاردن ان الفرصة سانحة لتسوية ما تبقى من ملفات الخلاف. ففي ذلك مصلحة لا يتردد في السعي من اجلها مع كل الاطراف.0