الحديث عن حلب وعما جرى ويجري فيها من ألوان العذابات والمعاناة أشبعه الكتاب والمحللون وصفا وتوصيفا حتى غدت الكلمات قاصرة عن الإحاطة بما جرى ويجري.
يعيب عليّ إخواني توقفي عن الكتابة منذ زمن، وما علموا أن الصورة المأساوية التي تلتقط لحلب وما يجري فيها باتت أبلغ من سبك المقالات ودبلجتها، ويكفي حلب أن العالم بات لا حديث له عبر كل وسائل الإعلام وأروقة الأمم المتحدة ودهاليز السياسة إلا عن حلب، حتى بات الناس يعزفون عن متابعة هذا المسلسل الرعيب الذي ثمنه جعجعة بلا طحين وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع.
المجرم معروف والقاتل يذبح في وضح النهار، وكل هؤلاء يشيرون إليه صراحة وبوضوح ويعلنون بكل اللغات: (هذا هو القاتل) والقاتل ينبح ويعوي : (أنا القاتل فمن يردعني )؟!
يا ايها العالم في مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمة العمل الإسلامي والجامعة العربية وكل منظمات المجتمع المدني والإنساني في كل بقاع الأرض، أعجزتم عن ذاك الذي يتحداكم جميعاً ويذبح بسكينه أطفال حلب ونساءها وشيوخها، ويدمر الحياة فيها بكل أشكالها والوانها التي كم تغنى بها الشعراء والفنانون على مر القرون التي تجاوزت العشرة آلاف سنة.
تبا لكم فأنتم الطاعون الذي يحمل الموت لهذه الإنسانية التي ابتليت بأشباه الرجال وأنصافهم، وكلكم بلا استثناء، تربيتم على مائدة مسرحية (شاهد ما شفش حاجة).
اقتل يا روسي واذبح ما شئت من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، ودمر مدينة حلب وامحو تاريخها وادثر حضارتها وكن الأعور الدجال الذي يملك الجنة والنار.