«لعنة» التنظيمات الإسلامية!
حلمي الأسمر
15-12-2016 01:24 AM
-1-
متى يفهم هؤلاء الناشطون الاسلاميون، أن عليهم أن يغيروا استراتيجيتهم بشكل جذري وإبداعي، حتى لا يتحولوا إلى لعنة حقيقية، ليس على الإسلام فحسب، بل على كل أرض يحلون فيها،(سوريا لن تكون المثل الأخير!)
-2-
لو أذن للرسول عليه الصلاة والسلام بالقتال، والمسلمون مستضعفون في مكة المكرمة، لتمت إبادتهم عن بكرة أبيهم، لهذا مكث ثلاثة أعوام في دعوة سرية، وحينما انتقل إلى الدعوة العلنية، لم يؤمر بالقتال، بل استمر بدعوته جهرا دون قتال مدة عشر سنوات، ولم يؤمر بالقتال –حتى مع الأذى والتعذيب- إلا بعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وتأسيسه كيان المسلمين!
-3-
المسلمون اليوم مستضعفون، وأيما صوت علا لهم، يتم سحقه بمنتهى الوحشية، من القريب قبل الغريب، فكأنهم يعيشون المرحلة المكية الأولى، ولا يغتر أحد بكثرة عددهم، فهم بلا كيان ولا شوكة، والشوكة التي «يعلنونها» سرعان ما تباد، حتى ولو جاءت عبر صناديق الاقتراع، إلى هذا وذاك، فجل من يحملون راية الإسلام، ولا أقول كل، يلتبس عليهم الأمر، فيحسبون كل فرج (أو فوز في الانتخابات!) تمكينا، فيقعون في المحذور، ناهيك عن صلف كثير منهم وجلافته وربما وحشيته وجهله، في تطبيق «شعائر» وفروض الإسلام حتى أنه ينفر أهله وذويه منه، قبل غيره من الأعداء، فلا هو بكاسب للقريب، ولا متق لشر الغريب!
-4-
لهذا، ربما «فشلت» كل التكوينات الإسلامية، سواء كانت مسلحة أو سلمية، في الوصل إلى هدفها، باستثناء التجربة الأردوغانية في تركيا الحديثة، وحتى هذه لم تسلم حتى الآن من التآمر الدولي، والشيطنة، وها هم يسلطون عليها اليوم صنائعهم من «الإرهابيين» الصغار، لتقويض أمن تركيا، وإلحاقها بمعسكر التجارب الإسلامية الفاشلة، إن استطاعوا!
والحل؟ لن يكون إلا بالدعوة إلى الدولة العادلة، وسيادة القانون، والحرية، والمواطنة، والهوية الجامعة !
الدستور