"التحوط للأسعار" يوسف أيها الصديق أفتنا
عبد السلام السعودي
17-10-2008 03:00 AM
في الكتاب أن حاكم مصر رأى في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف و سبع سنبلات خضر و أخرى يابسات. وبعد ذلك فسر له نبينا يوسف معنى تلك الرؤيا. نتعلم من الكتاب و تلك الواقعة بالذات "إقتصاديا" التحوط للمستقبل بمعناه الواسع(الاستثمار،التخزين،الأسعار) .
عندنا من الأزمة سنة 1989 للأن ليس هناك تخطيط مستقبلي كامل أو شبه كامل لواقعنا الإقتصادي و لو لبعض سنين. فكل ما هنالك هو أسلوب الفزعة في التعامل الإقتصادي .فلو نظرنا للماضي القريب سنتين أو ثلاث للوراء لوجدنا عدم وجود أي وضوح للرؤيا نحو إرتفاع الأسعار(النفط،الغذاء) ثم التعامل مع هذه المتغيرات بإسلوب الفزعة و التخبط و كأنه لا يوجد لدينا أي فريق إقتصادي راشد قادر على التعامل و التنبؤ و التحوط لما حدث أو سيحدث مع أن كل المؤشرات الإقتصادية كانت تشير إلى ما سوف يحدث و حدث ( و مع أن أغلبية أعضاء الفرق الإقتصادية المتعاقبة تحمل درجة الدكتوراه في الإقتصاد و غيرها و أن ما يفترض أنهم درسوه في الجامعات كان جزءا من الواقع!!).
والواقع أشار إلى فشل ذريع لتلك الفرق الإقتصادية (المديونية على حالها بل زادت، العجر متفاقم،البطالة 14%،التضخم 13%،الفقر بالأرقام المطلقة في إزدياد إلخ). بل حتى لو سألتهم كم ستكون المديونية بعد سنة أو نصف سنة لأجابوك بلا نعرف. أصل المشاكل الإقتصادية لم يعالج. لن نكون متشائمين فقد تكون تلك الأزمة المالية العالمية طاقة فرج لنا لو أحسنا الإستفادة منها.
مثلا أسعار النفط الان بين 60-70 دولار للبرميل ممكن أن نتحوط بالشراء الأجل منها لمدة سنتين أو أكثر للأمام و بالتالي ممكن أن نثبت ذلك العامل المتغير الذي يؤثر على كلف الإنتاج و النقل و بالتالي نخفض أسعار المشتقات النفطية بمقدار الثلث مع ما سيحدثه ذلك من إنخفاض للأسعار و التضخم و بحفز الإنتاج. و مثلها للمواد الغذائية (القمح مثلا 258 دولار للطن بدلا من 600 دولار للطن). النتيجة تثبيت متغير الأسعار لمدة سنتين فنبني خططنا على شيء ثابت و نضع أرقام واقعية نبلغها(مقدار المديونية،الصادرات،الواردات،التضخم،العجز،البطالة) على أن نحاسب المقصر و نكافئ المجتهد.
في النهاية الجميع مسؤول عما حدث سواء المحافظين أو الليراليين و الخاسر الوحيد هو الوطن و المواطن. فلنطو هذه الصفحة و لننظر للمستقبل و تقارن أنفسنا بعدونا الإسرائيلي و نحاول أن نسبقه في جميع مجالات عسى "أن يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون" السلام عليك يا يوسف و رحمة ربك عليك و بركاته