مواقف الدول والافراد والجهات من حكايه حلب هو استمرار لمواقف كل هؤلاء من الملف السوري ،سواء كانوا مؤيدين او معارضين او متحفظين ، وحتى الدول الكبرى والصغرى الفاعله في الملف السوري فانها تتعامل مع حكايه حلب وفق معادلاتها ومصالحها .
خصوم بشار الاسد والعاملين للإطاحة به لم يكونوا سعيدين بالتقدم العسكري الذي حققه النظام وحلفاءه ،لان هذا التقدم العسكري له طابع خاص فحلب لها مكانتها الاستراتيجيه في معركه سوريا ،وعندما تأكد لهم ان حلب قد عادت في غالبها للنظام كان هجوم داعش على تدمر ،وكانت عوده الملف الإنساني رغم ان هذا الملف لم يغلق منذ سنوات ،فقبل العمليات العسكريه الاخيره كانت معظم حلب تعيش أوضاعا انسانيه صعبه نتيجه ما تقوم به التنظيمات المتطرفه ،واليوم تعيش حلب أوضاعا انسانيه صعبه بسبب العمليات العسكريه من قصف جوي ومدفعي من الطرفين .
لن تنتهي معركه حلب بسرعه لان كل خصوم بشار الاسد لايريدون له ان يسجل انتصارا كاملا ، وبخاصه ان ماجرى الحق خساره عسكريه كبيره بالتنظيمات المقاتلة ،وسنشهد تحركات سياسيه من اتجاهات مختلفه تحاول تخفيف اثار المعركة العسكريه ،وبخاصه اذا لم ينجح فتح الملف الإنساني في الضغط على الحكومه السوريه .
الإتفاق الذي تم إعلانه أمس بين روسيا وتركيا لم يتحول الى واقع بعدما رفضته الحكومه السوريه لانه كان محاوله لإنقاذ حلفاء تركيا من تنظيمات في حلب ،ويبدو ان النظام السوري رأى في الاتفاق مكاسب للمعارضه ،ولهذا فان معركه حلب السياسيه وبقايا معركتها العسكريه مستمره وستبقى المحاولات من أعداء النظام السوري لافساد مكاسبه العسكريه قي حلب مستمره ،كما ان النظام السوري يريد هذا المكسب العسكري والسياسي لافساد كل ماكان يتم التخطيط له من تركيا على الارض السوريه سواءا ضد الأكراد او ضد النظام السوري .
في أللحظه التي ستنتهي فيه معركه حلب عسكريا ،وتستسلم القوى المعاديه للنظام لهذه الحقيقه فان الخطوه المنتظره ستكون سياسيه وستكون باتجاه تنشيط المفاوضات ،ربما لا تكون حاسمه لان الجميع بانتظار دخول ترامب للبيت الأبيض بعد أسابيع ،لكنها ستعيد الملف السياسي الى الواجهه ولو بشكل بطيء .
حلب ليست مأساه انسانيه فقط ،بل ايضا مفصل مهم في الازمه السوريه ،فالجميع يريد حلب بوابه لمكاسبه والتضحيه منذ سنوات اهل حلب ،كما ان شعب سوريا كان ضحيه لازمه صنعها صراع إقليمي ومصالح دوليه وكل مانراه في مجلس الأمن وغيره ليس اكثر من استغلال سياسي لمعاناه اهل حلب ومحاوله لتقليل مكاسب الخصم ،فالموت والتشريد والجوع ليس في حلب فقط بل في كل بقعه تشرد فيها سوري او مات فيها منذ اكثر من خمس سنوات .