نجاسة جلعاد شارون .. يفضح ويهدد الأردن الرسمي ليس بعد الوقاحة ذنب
اسعد العزوني
14-12-2016 11:42 AM
قيل على لسان الحكماء أن الصرخة على قدر الصفعة ،وهذا الكلام الموزون ينطبق على قيادة مستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينة ،لسببين وجيهين الأول فشل كل المحاولات الإسرائيلية في بث نار الفتنة في الأردن وخاصة بين أبناء الشعب الواحد الأردنيون والفلسطينيون ،والثاني الذي لا يقل وجاهة عن الأول هو موقف القيادة الهاشمية ممثلة حاليا بالملك عبد الله الثاني الذي يفهم لغة قادة إسرائيل ويلاعبهم في المحافل الدولية وفي الساحات التي كنا نظن أنها حكرا لهم وأعني بذلك الكونغرس الأميركي ،ويعز عليهم أن يبزهم ملك عربي ويهزمهم في عقر دارهم "المحافل الدولية"،ويحظى بإحترام حتى العديد من قادة اللوبيات اليهودية في واشنطن ،وهذا واضح أثناء زيارات عمل جلالته لأميركا حيث يحظى بإحترام كبير من قبل الجميع ويلقي المحاضرات في كبريات الجامعات الأمريكية ويجد من يسمع ويصفق ويقول له برافو.
قبل فترة وجيزة خرج علينا كاتب إسرائيلي موجوع عبر أيضا عن وجع قيادة مستدمرته ونشر مقالا في الجيروزاليم بوست هاجم فيه الأردن الرسمي ملكا ونظاما ،وكال التهم العديدة لجلالته دون أن يعلم أن كل ما قاله بحق جلالته بهدف النيل منه قربنا من جلالته أكثر لأننا نعشق كل من غضبت عليه مستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينة التي تسير على خطة مملكة إسبارطة البائدة بسبب تعنتها وإستكبارها.
لقد حمل ذلك الموجوع كوهين جلالة الملك مسؤولية جهله بالتاريخ وحتى الجغرافيا ،وكذلك جهل قادة مستدمرته ومن أوحى له بكتابة ونشر هذا المقال إضافة إلى جهل رئيس التحرير الذي وافق على نشر المقال بطبيعة القدس وبتاريخها ،وكأن هؤلاء جميعا لم يقرأوا لعلماء الآثار اليهود في المستدمرة والذين قادوا عمليات اللتنقيب عن الآثار في القدس ،ولم يجدوا أي أثر يدل عليهم هناك ،وقد نشروا بحوثهم المحكمة في وسائل إعلام موثوقة وقرأوها في مؤتمرات علمية ،وللتذكير بوجع كوهين فإنه قال مادحا جلالة الملك دون أن يدري بأن جلالته يقف وراء قرار اليونسكو الأخير الذي إعتبر أن الأقصى تراث إسلامي بإمتياز .
واليوم يأتينا الموهوم كيس النجاسة جلعاد إبن الإرهابي العالمي المقبور شارون المشهور بعدائه للأردن وللأسرة الهاشمية ،ومعروف أنه حاول عام 1982 ترحيل العائلة الهاشمية واعلن ذلك في تصريح رسمي علني وقال أن ذلك لن يأخذ منه أكثر من ساعتين ،علما أنه قبل قيامه بإجتياح لبنان أوائل شهر حزيران 1982 سافر إلى واشنطن وإلتقى وزير الدفاع الأمريكي اليكسندر هيك وعرض عليه خطته المتمثلة بإجتياح لبنان وتحميل الفلسطينيين في شاحنات إسرائيلية إلى الأردن وترحيل العائلة الهاشمية ،ونظرا لخطورة الأمر فقد دخل الوزير على الرئيس الأمريكي رونالد ريغان دون إستئذان أو موعد مسبق كما جرت العادة،واخبره ان المجنون شارون في مكتبه وينوي غزو كل من الأردن ولبنان ،فما كان من ريغان إلا أن أشر بالموافقة على غزو لبنان لكنه عارض غزو الأردن وكتب "إنه بلد صديق"ولم يطلب شارون للقاء.
إمتاز مقال إبن النجس شارون بصياغة إستخبارية هدفت لتأليب الشعب الأردني على قيادته بقوله في مقالة تعج بالخبث نشرتها جريدة يديعوت أحرونوت قبل أيامأن المملكة عاشت تاريخيا بفضل رعاية إسرائيل لها ،وهذا بحد ذاته يندرج ضمن إغتيال الشخصية التي تعتمده أجهزة المخابرات في العالم ضد الأهداف المضادة ،من خلال مواصلة "الطخ" على الهدف بين الفينة والأخرى ، لكن هذه الشرذمة الملفوظة إنسانيا لا تعلم أنها بهذا الطخ تقربنا كثيرا من مليكنا الذي نتشرف به وبكافة مواقفه .
وغاص إبن السفاح العالمي قائد الفرقة الإرهابية الصهيوينة 101 عام 1948 في اليديعوت أحرونوت الناطقة بلسان المخابرات الإسرائيلية في كيس نجاستهم بقوله أن المرة الأكثر شهرة التي أنقذت فيها إسرائيل الحكم الملكي في الأردن عندما " حاول الفلسطينيون"إسقاط نظام الحكم عام 1970،وكذلك زحف السوريين لإجتياح شمال الأردن .
هنا سأتوقف قليلا فيما يخص "الأردن والفلسطينيين" وقد أراد هذا النجس الصهيويني الموحى إليه ،ضرب عصفورين بحجر واحد ، من خلال نبش الماضي وتأليب الأردنيين على الفلسطينيين والعكس صحيح، بينما لامس الحقيقة إبان حكم الرئيس السوري الأسبق نور الدين الأتاسي ،فمن أوحى لإبن الإرهابي شارون أراد أن يذكي نار الفتنة بين الأردنيين والفلسطينيين مع أنهم هم الذين صنعوها ولا أكشف سرا إن قلت أن الرغبة الإسرائيلية ملحة لإشعال نار الفتنة مجددا في الأردن بين الأردنيين والفلسطينيين من جهة وبين الشعب الأردني والنظام من جهة أخرى ،وقد عز عليهم خروج الأردن سالما من " الربيع العربي"،وأكثر ما يغيظهم عندما نقول أننا شعب واحد ،نقف صفا واحدا متحدا خلف قيادتنا ،وحتى من يظهر بمظهر المعارضة فإنه لا يقبل بالإنطلاق من الخندق المعادي وأن المعارضة تأتي لسياسات الحكومات فقط .
ولأنهم يضعون نصب أعينهم هذا الهدف فقد هيء لهم أننا ننسى بسرعة ،وعليهم الرجوع إلى ملفاتهم ،فقد رفضت القيادة الفلسطينية عام 1970 تسلم الحكم في الأردن على انقاض النظام وقال الراحل عرفات آنذاك للأمريكيين أنه فتح والثورة إنطلقت لتحرير فلسطين وليس لحكم الأردن،كما أن دولة الرئيس طاهر المصري قال لأحد السفراء الأمريكيين في صالونه السياسي عندما قال أن بلاده مستعدة لدعم الفلسطينيين في حال تحركوا ضد النظام في الأردن ،فرد عليه المصري سريعا :سعادة السفير إن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين ،وقد تطوع البعض بإيصال هذا الرد للراحل الحسين في حينه.
أوسخ عبارة أوحيت إلى إبن النجس شارون هي وصفه للمملكة بأنها "قطط في القمة " وأنها صيغة إنسانية وأن قيادتها لولا الدعم الإسرائيلي كانت ستفر إلى لندن وتنقل مقرها إلى أحد قصور الملجا التي إشترتها ليوم عاصف ،وواصل سفالته المستمدة من روح أبيه المجرم أن الحكم الأردني يشبه قطا سياميا ذا سلالة فاخرة،ينجح في البقاء بين كل الحيوانات المفترسة ويناور بينها يصالحها جميعا ويخرمش قليلا عندما يشعر أنه حشر في الزاوية.
كما قلت فإن هذا المقال ليس كتابة فرد بل هو توليفة مؤسسة إستخبارية تعرف ما ذا تريد ،وهو توجيه فاشل من قبل الإستخبارات الإسرائيلية الفاشلة التي عجزت حتى اليوم عن قياس عمق العلاقة بين الشعب وقيادته في الأردن ،،ومع ذلك تستمر في اللعب بالنار لتفجير الأوضاع في الأردن بفتح ملف التنسيق والتعاون الإستخباري مع الأردن والذي له قيمة إستراتيجية جمة لمستدمرة إسرائيل عندما يقول أن الأردنيين يقولون في الحاديث المغلقة ماذا يفكرون بشأن الفلسطينيين ،وهذا لعب بالنار،والأنكى من ذلك بخصوص الأردن تلرسمي فإنه يكشف وضعا إستخباريا بقوله أن الأردنيين يفضلون ان تكون إسرائيل معهم على حدود نهر الأردن وأنهم يعرفون جيدا لماذا !
ولأن مقاله إستخباري محض ،فإنه يكرر وجع سلفه كوهين بالنسبة لقرار اليونسكو الشهير الذي إستند قبل كل شيء على تقارير وبحوث علماء إسرائيل الذين قادوا عمليات التنقيب عن الآثار في القدس وإعترفوا انهم لم يجدوا ما يدل على أي أثر لهم في المدينة المقدسة ، ويقول إبن السفاح العالمي شارون أن الأردنيين يمشون وراء مبادرات الفلسطينيين مع أن الفلسطينيين " حاولوا إسقاط نظامهم"!
بعد سلسلة الفضائح التي سردها هذا السافل الذي تفوق في السفالة على أبيه المجرم ،وإطلاقه رصاصات إغتيال الشخصية المسمومة ينتقل إلى تهديد الأردن بالأكثرية الفلسطينية فيه ،وبإمكانية إقامة دولة فلسطنين على انقاض النظام.
ويقول كيس النجاسة جلعاد شارون في مقاله الإستخباري مدعيا "ان بلاد إسرائيل قسمت عام 1922 إلى تلك الغربية ويعني مستدمرة إسرائيل ،وإلى شرق الأردن ، وهم بطبيعة الحال واهمون في كل ما يطرحون فهم أنفسهم صنيعة النظام العالمي ،وهم الذين دعمهم الغرب ليتخلص من نجاستهم وفسادهم وإفسادهم ولهذا فإنهم يحظون بالدعم العالمي ، وقد نسي كيس النجاسة جلعاد شارون لوم بريطانيا كما هي عادتهم لأنها إستثنت شرق الأردن من وعد بلفور.
دمهم معجون بالخبث والغدر والنجاسة ،ولذلك يختم كيس النجاسة جلعاد شارون الموعود بكرسي في الكنيست بالقول أنه شخصيا لا يجن جنونه على العائلة المالكة في الأردن والتي جاءت من شبه الجزيرة العربية " السعودية " وأنزلها البريطانيون بوظيفة عمل أي أن لها دورا وظيفيا هو حماية أمن إسرائيل ،وقال متهكما : أنها تتصرف وكانها حق إلهي.
المضحك المبكي في مقال كيس النجاسة جلعاد شارون الإستخباري هو نصيحته للعائلة المالكة في الأردن بأن تتعامل مع مستدمرة إسرائيل بأدب وإحترام ويتابع بوساخة منقطعة النظير مستمدة من روح والده الإرهابي العالمي أرائيل شارون ، أن ذلك يجب أن يكون من باب الإمتنان بالجميل حتى لا تطرح مستدمرة إسرائيل فكرة منطقية جدا ،ويعني بذلك دولة فلسطينية في الأردن .
ما نشره كيس النجاسة جلعاد شارون بإيحاء من المخابرات الإسرائيلية مس العائلة المالكة في الصميم وأساء الأدب معها ،وعبر عن سوء تعامل مقصود ومخطط له جيدا ،وكان اولى به وبمخابراته وبقادة مستدمرته أن يتعاملوا مع العائلة بأدب وإحترام ،ويفهموا جيدا من هو الطرف المدين للآخر ومن الذي حمى وما يزال يحمي مستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينة .
لقد تعرض كيس النجاسة هذا لمصير الأردن ،متوهما هو ومن أوحى إليه بنشر المقال المسموم أن الفلسطينيين سينسون ويتخلون عن فلسطين ويقبلون بالأردن وطنا بديلا لهم.
ما اود قوله هو أنني كتبت مقالا في جريدة العرب اليوم عام 2011 بعنوان "إسرائيل والسلام لا يتفقان " فإشتكى عليّ معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية "ميمري"الذي أسسه ويديره ضباط مخابرات سابقون في الموساد للأردن الرسمي وكان القرار الفوري فصلي من عملي ،وسؤالي الآن للأردن الرسمي :ماذا أنتم فاعلون إزاء هذه الهجمات المبرمجة ضد الأردن وقيادته؟ علما أن الموجوع كوهين وكيس النجاسة جلعاد شارون لم يكتبا مقاليهما من بنات أفكارهما ،فهذا النوع من المقالات لا يخرج إلا من ملفات الإستخبارات.
أنصح بدوري الأردن الرسمي بالتالي وفورا: التهديد الرسمي والعلني بإلغاء معاهدة وادي عربة التي رفضها الشعب الأردني بكامل أبنائه ،وإلغاء صفقة الغاز-العار، ووقف كافة أشكال التطبيع مع مستدمرة إسرائيل ، والإيعاز لتجارنا الجشعين أن يوقفوا التعامل مع الإسرائيليين ،وطرد السفير الإسرائيلي من عمان وسحب سفيرنا من تل الربيع "تل أبيب" ،وإستدعاء كافة سفراء الغرب في الأردن وإبلاغهم رسميا إستياء الأردن من الهجمات الإسرائيلية الإعلامية ضد القيادة في الأردن وأخيرا غض الطرف عن الحدود الشرقية مع فلسطين ،ليعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون؟؟!