لماذا لايحتملون تعبيرًا سياسيًا؟!
ماهر ابو طير
13-12-2016 10:06 AM
في المعلومات ان احد الطلبة في احدى الجامعات، تمت معاقبته لانه ارتدى قميصا عليه شعار.. «غاز العدو احتلال» والعقاب هنا، امر مثير جدا، فالطالب لم يحرق شجرة، ولم يقطع شارعا، ولم يرفع سلاحا، وكل قصته كانت مجرد التعبير عن موقف، وهو موقف اغلبية الناس.
من حق الناس ان يعبروا عن موقفهم في هذه القصة، فهي قصة حساسة، والمبالغة في عدم احتمال التعبيرات، امر سلبي للغاية، فما الذي يمكن تركه للناس هنا، اذا كان مجرد التعبير بسلمية امرا غير محتمل، وماذا سنترك اذا لاولئك الذين لديهم الاستعداد للتعبير بوسائل غير سلمية، او عبر اشارات تتلون بعنف، بشكل أو آخر.
المفترض اننا دولة تحتمل قدرا معينا، من الديمقراطية، والتعبير عن النفس، سياسيا، وهذه المساحات المتاحة – ولانقول إنها كاملة – تقبل بمرونة هكذا تعبيرات، مادامت لم تصل الى حدود معينة.
في قصة الطالب حصرا، فان معاقبته امر غريب حقا، فالطلبة في الجامعات، يعبرون عن مواقفهم السياسية بوسائل كثيرة.
ربما الذي يعبر بهكذا طريقة، افضل مليون مرة، من الطالب الذي يعتدي على مدرسه الجامعي، او يرفع السلاح للانتقام من طالب آخر، او يتسبب بمشاجرة عامة، تهدم سمعة الجامعات.
الواقع يقول اننا لم نحدد حتى اليوم، ما الذي نريده من الطلبة، وللاسف لانحتمل تعبيراتهم، وفي ذات الوقت نندد بأي ممارسات غير لائقة، هذا فوق اننا لانستثمر في الطلبة حتى في اطار تحصيلهم العلمي، الذي بات يتسم بالضعف يوما بعد يوم.
ليست قصة الطالب، فقط، فمن الغريب ألاّ تحتمل الجامعة ولا المؤسسة، هكذا تعبير من طالب، وتميل الى اتخاذ قرار ضده، وهي هنا، قد تمنعه وتمنع غيره من هكذا تعبيرات داخل الحرم الجامعي، لكنها بالتأكيد تدفع هكذا تعبيرات الى الشارع، بكل مافيه من انفلات، فوق الغضب الذي يتضاعف في نفس الطالب، وغيره، جراء الكلف التي قد يدفعونها في المؤسسات التي ينتسبون اليها، طلبة او موظفين.
موضوع الغاز الفلسطيني، يحتمل المعارضة، وهذا حق للناس، ونحن مازلنا في منطقة آمنة تحتمل ان يقول الناس رأيهم، وألاّ يتم الرد عليهم، بقرارات مثل قرار الطالب، الذي يعبر عن ضيق صدر، وانعدام افق، بل ويضاعف من كلفة الرد.
"الدستور"