أول مرة سمعت فيها عن مشاريع الباص السريع وترام عمان الزرقاء ولاي ترين عمان الزرقاء ومترو عمان كانت من الصديق المهندس ناصر اللوزي عندما كان وزيرا للنقل عام 96 .
منذ ذلك التاريخ مياه كثيرة جرت من تحت جسر قطاع النقل للركاب , قبل أن يختفي الحديث عن مثل هذه المشاريع , الى أن أطلت برأسها مجددا لتقع مرة أخرى في جدل الفساد تارة ومعيقات التنفيذ تارة أخرى والتمويل ثالثة لكن إتخاذ القرار فيها كان ولا زال العائق الأول .
كل ذلك جعل من هذه المشاريع مثار تندر وإطلاق النكات بين العامة والسبب أنها تحولت الى لغو لا يؤاخذ عليه صاحبه .
فكرة الباص السريع ليس كما يجري التسويق لها وهي ليست كما يقدمها المسؤولون في شروحات منقوصة للرأي العام , وقد كان أجدى أن يتم وصفه بباص التردد السريع أو باص المسرب السريع , فالفكرة تقوم على تخصيص مسرب خاص للباص لا ينافسه فيه أي من وسائط النقل العامة والخاصة , وهو ليس كما قد يعتقد البعض على غرار الحافلات التي يراها ويستقلها الناس في عواصم أوروبية والتي تتغذى بالكهرباء .هي فقط حافلة سريعة التردد أو الحافلة السريعة: Bus rapid transit وهو ما جعل كلفة الإنشاءات والمشروع برمته مثار تساؤل خصوصا وأن المسألة تتعلق فقط بفتح مسرب خاص , في وسط الطريق في الحد الأدنى الذي لا يضطر الى تنفيذ إستملاكات مكلفة لتوسعة إضافية للطريق العام.
ما عطل مشروع الباص السريع حتى الآن هو اللغط الذي أثير حوله وما جدد العمل به هو اللغط حول المشاريع الضرورية في ظل أزمات السير المتزايدة ما جعل إنتظاره يأخذ وقتا لا مبرر له ووضعه في قائمة المشاريع المنتظرة التي لم تغادر التصريحات والأحلام ..
بعد غياب تعود مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الى طرح مشروع الترام بين عمان والزرقاء الى مطار الملكة علياء وهو مشروع كان الحديث عنه دار حتى قبل عام 96 , ونحن نقول .. أنظروا الى مشروع أقل من هذا كلفة ومشقة ومستوى كم من الزمن إستغرق ولا زال , تمهلوا ودعوا الأفعال تتحدث قبل أن تتحول مشاريعكم الى حروب كلامية تبيع الوهم فلو أمكن تحويل الكلمات والدراسات التي نسجت الى قضبان حديدية لأصبح عندنا اليوم قطارات تغطي المملكة والإقليم .
الراي