إلا الملك والهاشميين يا ابن شارون الفاشل
ايمن الحنيطي
12-12-2016 08:18 PM
بقدر ما استفزتني الاوصاف التي استخدمها المهووس بفكرة "ارض اسرائيل الكبرى" الفاشل بحياته، جلعاد ابن الارهابي السفاح ارئيل شارون، ضد الملك والعائلة الهاشمية، بقدر ما لم تثر استغرابي كثيرا مقالته، كونه ليكودي الهوى،فشل سابقا بالدخول للكنيست ممثلا للحزب اليمني الاقوى في اسرائيل، ويحاول اليوم البحث عن شهرة وشعبية باي طريقة، تمهيدا لمحاولة ثانية.
ليس مستغربا من شخص كجلعاد تشرب العنصرية والحقد على العرب من والده، ان يشن هكذا هجوم على الاردن وملكه من خلال الصحيفة الاشهر في اسرائيل - يديعوت احرونوت-، فقد اراد بذلك ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد: الاول، مناكفة نتنياهو الذي يركز هذه الفترة، خصوصا بعد فوز صديقه دونالد ترامب بالرئاسة الاميركية، على تعزيز مواقفه التطبيعية مع الدول العربية، قافزا متعمدا عن القضية المحورية، القضية الفلسطينية، وايضا منافسة صحيفة نتنياهو "اسرائيل اليوم"، اذ تعتبر اليوم صحيفتا "هارتس" و"يديعوت احرونوت" الد الاعداء لنتنياهو – وزير الاعلام حاليا باسرائيل- فقد اتهمهما بيبي في اكثر من مناسبة بالسعي للاطاحة به.
والعصفور الثاني هو ما ذكرناه سابقا بسعي الفاشل جلعاد لتحقيق شهرة وشعبية لدخول الكنيست ممثلا لليكود لمواصلة مسيرة والده وايديولوجيته لتحقيق فكرة " ارض اسرائيل الكبرى"، بعد ان فشلت تجربته الاولى هذا العام بالدخول الى قائمة الليكود للكنيست في الانتخابات الداخلية الاخيرة للحزب بسبب التحقيقات الجنائية ضده، كيف لا وهو الذي يبتكر هذه الايام، وسما (هاشتاغ) في حساباته على تويتر والفيسبوك بالعبرية بعنوان #ارض_اسرائيل #ארץ_ישראל ويدرج تحته مقالاته الفاشية المقيتة، ومنها الاخيرة بعنوان "اللعبة الاردنية – قطط بالقيادة " .
والثالث، وكعادة فتية الليكود اليميني وكهوله، ما يظهر جليا في مقالته، رغبة المأفون الفاشل جلعاد في احدث شرخ واستهداف الوحدة الوطنية بين الاردني وشقيقه الفلسطيني، فمن اكثر الامور التي تؤرق مضاجع اليمين الاسرائيلي هذه الايام، الموقف الاردني الصلب والداعم بشدة للحقوق الفلسطينية خصوصا بالمحافل الدولية، فما زال الاسرائيليون يعيشون صدمة قرار اليونيسكو الاخير بخصوص الحرم القدسي الشريف والاقصى المبارك .
الفاشل جلعاد شارون بحسب الويكيبيديا العبرية، من مواليد 1966 وهو الابن الاصغر للسفاح الرحل شارون، يحمل درجة الماجستير بالزراعة، ويوصف في اسرائيل على انه رجل اعمال، وكاتب عمود في "يديعوت احرونوت"، من بين سبع قضايا فساد ورشوة ورد فيها اسم شركة مزرعة شارون، ورد اسم نجله جلعاد باربع قضايا منها، اشهرها قضية "مشروع الجزيرة اليونانية" من العام 2001 حيث تقاضى جلعاد الفاسد من رجل الاعمال دافيد ابل، مبلغ 640 الف دولار كرواتب،وحصل على ضمانات بونص اضافي ب3 ملايين دولار مع اكتمال المشروع، فيما اعتبر باسرائيل على انه رشوة مبطنة لرئيس الوزراء انذاك شارون من خلال نجله جلعاد، الذي احتفظ بحق الصمت للهروب من القضية، وجرى الطبطبة على القضية بادعاء المستشار القضائي للحكومة انذاك ميني مازوز "عدم توفر الادلة" .
يتولى جلعاد حاليا مع اخيه الفاسد عضو الكنيست الليكودي السابق عومري، ادارة مزرعة والده شارون وشركتها المسماة بالعبرية "حفات هاشخاميم – أي مزرعة شجر الجميز" بعد ان كانت تسمى "مزرعة غولدبرغ" اذ اشتراها شارون بالعام 1972 مقابل نصف مليون دولار ، وقدر ثمنها بالعام 2004 ب 11,5 مليون دولار " والتي تمتد مساحتها على 3800 دونم من اراضي قرية "هوج" الفلسطينية لبدو النقب .
مسيرة الفشل التي رافقت جلعاد شارون في حياته تجعله يتخبط بكل الاتجاهات، فعندما انخرط في صفوف جيش الاحتلال بالعام 1984 وحاول دخول وحدة النخبة لهيئة الاركان "متكال" الا انه لم يستطع اجتياز التدريبات كجندي مقاتل وبعد نصف عام من تجنيده فقط ، طرد من وحدة النخبة، واعيد الى المظليين ليصبح وبفضل وزن والده العسكري شارون ، مسؤول استخبارات على الرغم انه لم يكن حينها يحمل رتبة ضابط ، بعدها اكمل جلعاد دورة ضباط وعمل مرشدا في مدرسة ضباط جيش الاحتلال، وفي الاحتياط تولى قيادة طاقم في وحدة نخبة، ووصل لرتبة رائد .
اخيرا لا اخر، اقول لجلعاد شارون ايها الفاشل اذهب وصنع لك وزنا شعبيا باي طريقة كانت، حتى وان ذبحت بقرات مزرعتك جميعها ووزعتها مجانا على مليون ونصف فقير في اسرائيل اليوم، من الافضل لك ان تلازم مزرعتك البعيدة في الصحراء وتحرسها ليلا نهار قبل ان ياتوك الدواعش من سيناء، فالسياسة والعسكرية لها اهلها، الا الملك والهاشميين ، الا وحدة الدم بين الاردنيين والفلسطينيين .
لانك فشلت عسكريا لا تحب ان ترى قائدا عربيا في ميادين القتال بوزن ابا الحسين ، واياك ثم اياك يا جلعود ان تهدد الاردن مرة اخرى بحلول تعتبرها في مقالتك " منطقية" ، اعاهد نفسي لو استطيع الوصول اليك في أي وقت، لاهديك باسمي وباسم الشعب الاردني والفلسطيني، فردتي "بسطار- بضم الباء" من ايام معركة الكرامة، واحدة لجندي اردني، والثانية لمقاوم فلسطيني،حتى اذا عاد اليك الهذيان مرة اخرى، وتطاولت على الاردن قيادة وارضا وشعبا، يكفيك ان تصفع وجنتيك بهما حتى تصحو من هذيانك .
ما استطيع فعله الان هو ترجمة رسالتي هذه اليك ايها الفاشل جلعاد شارون للعبرية، واضمن وصولها اليك عبر حساباتك على تويتر والفيسبوك حتى تقرأها بتمعن مع تعليقاتي السابقة هناك والتي حتما قد قرأتها. يكفينا فقط نداء هاشمي من قائدنا ومليكنا ابا الحسين " ها هبوا لتحرير الاقصى " لتجدنا فوق راسك ايها الواهم .