عندَ مُنعطفِ الحُلمِ
بينَ التَفعيلةِ وشَهوةِ النثرِ
وَجدتُ ذراعَكِ سَنْديانَ القَصيْدة
وأصابعَكِ أقلامَ الكِتابَة
حروفُ اللُّغةِ من بَينِ يَديكِ
تَشْتَهي أنَ تُسكبَ في أنهارِ الصَّبابَةِ
في أطراسِ الحَنين
ودَفاترِ العُشَّاق.
وعلى مَرمَى النارِ
تحتَ رصاصِ الحربِ المُنْهَمرِ
لم أعدْ أُفرِّقُ بينَ الجِهةِ الغادرةِ
وَجَبْهَةِ العدوِ
خانَتْني الأرضُ
وسَرقتْ جُثَّتي منّي
خانَتْني الشمسُ
وسَلَبتْ وَجهَكِ من صَباحاتي
خانَتْني الغيومُ
وتلاشَتْ في الزَوال الأخيرْ.
قبلَ اكتمالِ البَنَفْسَجِ
ارتطمتْ قَصيدتي بكَمينِ الشرِّ
تحتَ وسادةِ اللغةِ
وَضَعوا لَكِ يا حَبيبتي عِلَّةَ الزَهْوِ
والزهوُ آفةُ الكَمانِ
وخريفُ المُحبين.
وعلى مَرمى الكِنايَةِ
وجدتُ روحي تَغْرَقُ في حِبرِ الخَديعة
كلَّما كتبتً سَطراً
مَحَتْهُ السُيولُ الطينيةُ
وكلَّما رَسَمْتُ شَجَرةً
قَصَفَتْها الزَوْبَعة.
لم أكنْ أعرفُ أن القتيلَ
يحتاجُ إلى شهادةِ حُسنِ سلوكٍ لمَوْعدِ القيامة
حتى انهارَ جدارُ الوهمِ الأخير
وطَمسَتْ وجهَهَا الأوراقُ البَيْضاءُ
صارتْ عُمْلةً رَديئَةً
لا تَصْلُحُ لتجفيفِ الدُّموع.