يقرأ في دفتر المذكرات ( حفل موسيقي، عزف منفرد على آلة الكمان. المدينة : هافانا، هافانا مدينة السكر والسيجار، مدينة الروم وعصير الليمون. الساعة : السادسة مساء )
يفتح النافذة وينظر، كان ينظر وينتظر، مطر متأخر وسماء ليست لي، كلب رمادي يقطع الطريق الزراعي باتجاه الأزرق الكلي فوق التلة البعيدة، كان يمشي ويتمطى، آنذاك كان قد رفع رجله وبال على بوابة الحديد، بوابة خريستو الملاك وكأني به يقول،
" هذا المدى الأبيض الأبيض منذ الآن لي ."
يقرأ في دفتر المذكرات ( حفل راقص، رقص منفرد على آلة الجيتار . المدينة : بيروت، بيروت أغنية الوطن المحاصر، بيروت أغنية الوطن المهاجر . الساعة : السادسة مساء ) يفتح النافذة، يتفقد علبة السجائر إلى جانب الضروري من أشياء السفر الطويل ويهجس، " بيروت خبر عاجل، بيروت رحلة حب آجل، حسنا فاليكن القميص مقلم عالي الطوق ولتكن التقاليم فردية رفيعة، رفيعة خفيفة، أما البذلة فالتكن دقيقة التفاصيل وحذاء خفيف الوطء واللازم من ضروريات الحمام خفيف الوزن، حتى الآن هذا كل شيء وليس ثمة ما هو أكثر . يصعد الطائرة ويختار النافذة الكوة الى جانب الغيمة البيضاء ويطيل النظر في معطيات المتبقي من عمر الخبر، ليس ثمة ما يعنيني هكذا بالمختصر، حر وخفيف كأول المطر هكذا بالمختصر ."
يقرأ في دفتر المذكرات ( حفل لغوي، وقوف منفرد بالمشتهى من الأسماء. المدينة : هانوي، هانوي وجبة عشاء خفيفة، هانوي عربة نقل رخيصة. الساعة : السادسة مساء )
يفتح النافذة وينظر، كان ينظر ويهجس، " شتاء متأخر وسماء ليست لي ." جندي راجل يقطع الطريق الرئيسى باتجاه الأزرق الأبدي فوق المشتهى من أرض الكلام، كان يمشي ويتلكأ، حينذاك كان قد أدار ظهره للمدينة وبال فوق السور الساقط وكأني به يقول،
" هذا المدى الأزرق الأزرق منذ الآن لي ."
هانوي وجبة عشاء خفيفة، هانوي عربة نقل رخيصة، هانوي انثروبولوجيا الوجود خارج إطار الزمن والحدود ....