"ياعيب الشوم" مصطلح اردني يستعمل على وجهين...الوجه الأول منه يأتي بعتب على قريب او صديق....اما الوجه الثاني فهو بصيغة استهجان أو استغراب لتصرف غير مناسب وغير لائق بكل المعايير وفيه من التخبط واللف والدوران.....
قبل أسبوع تقريباً قررت المنظمات والهيئات الزراعية لدينا بوقف توريد الخضار والفاكهة لأسواق الجملة المركزية ....احتجاجاً على قرارات غير مدروسة كبدّت القطاع الزراعي خسائر متراكمة وزادت مديونية المزارعين أصبحوا على أثرها مطلوبين للمحاكم وتؤثر سلباً على أمننا الغذائي والذي ركز عليه جلالة الملك بإنه من القطاعات المهمة جداً ،لأن جلالته يعي قول الله سبحانه وتعالى(الذي اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف) ،ولكن جميع الحكومات المتعاقبه لم تلتقط هذه الرؤية ولم تستطيع لغاية اليوم ترجمة ذلك على أرض الواقع .....فبعد أن سمعت الحكومة بقرار الهيئات الزراعية بوقف توريد الخضار والفاكهة وبجهد رائع من اللجنة الزراعية بمجلس النواب قررت الحكومة الاجتماع مع الهيئات الزراعية في مجلس النواب وبحضور رئيس مجلس النواب واللجنة الزراعية وقررت بتنفيذ مطالب المزارعين بفتح باب الاستقدام لعشرة الآلاف عامل وافد ، وعلى إثر ذلك واستجابة لنداء الوطن وغيرة الساهرين على أمنه الغذائي تقرر إلغاء الإعتصام......
وبعد يومين من القرار خرج علينا الناطق الرسمي للحكومة بتصريح لوسائل الاعلام مفاده لا نية للحكومة بفتح باب الاستقدام !!!!!!!
وزير يتحدث امام رئيس أعلى سلطة تشريعية وبحضور نواب الشعب ويتعهد ويلتزم ...ووزير ينفي كلام الوزير !!!!!
هل كل من الوزيرين في حكومة؟!!وهل كل من الوزيرين كل في بلد؟!
ألم يأتي الوزير المعني للتباحث مع الهيئات الزراعية بعلم الحكومة؟أم أتى للفزعة ورفع العتب ومماطلة وتأجيل للقرار؟! أم اعطاء ابرة تخدير وتسكين يرفضها دولة الرئيس بحسب حديثه امام الهيئات الزراعية!!!!!
ياعيب الشّوُم على الحكومة في التراجع عن قرارتها...وتذكرت نفسي حين كنت طفلاً وأعطي أخي شيئاَ واتراجع عنه ويبكي أخي ويتدخل أبي رحمه الله ويقول لأخي( لا ترد عليه ولا عمرك تقبل منه شي هذا عيّل جاهل) ويخاطبني قائلاً ( ياعيب الشّوُم عليك، مو عيب عليك ترجع بكلامك ؟).
وياعيب الشّوُم على كل من يتخذ قراراً ويتراجع عنه وخاصة إن كان من الحكومة وأمام من ؟! إنه أمام رئيس مجلس النواب والنواب!!!! أي أمام الشعب الاردني وعينك عينك .....والكأس للحكومة.