ذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، فرصة لاستذكار الذين غيروا العالم واضاءوا الدنيا بنور العدل والهداية والمعرفة ، فجاءت رسالته الخاتمة مكملة لمن سبقه من الرسل الكرام ، حنفية ابراهيم أبي الانبياء ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى عليهم السلام.
مكارم الاخلاق ، هي عنوان الرسالات السماوية بكل ما فيها من عبادات وقيم وعادات وطقوس ، فالاديان تهذب النفس ، لتصنع مجتمعات متحابة متسامحة تسود اسره الود ، وافراده العفة.
في ذكرى مولده عليه الصلاة والسلام ، ما احوجنا في ظلمة هذا العصر ، وهذه الهجمة من عنف وارهاب باسم الاديان ، ان نستذكر مآثر الرسول ودعوته للامة ، حيث يقول صلى الله عليه وسلم « انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، فالمكارم في اركان الاسلام ، كالصلاة ، صلة بين العبد وربه ، والصوم شعور مع الفقراء وتهذيب للنفس،والزكاة تكافل وحق الفقراء في مال الاغنياء ،والحج طهارة من الذنوب.
اما اركان الايمان، فهي مرتكز لبناء النفس واخلاقها، لانها بين الانسان وربه ، ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خير وشره.
والاخلاق جاءت في نصوص القران والسيرة النبوية والكتب السماوية.
يوصي الرسول الكريم قادة الجند «..لا تغْدِرُوا، ولا تمْثُلُوا، ولا تقْتُلُوا ولِيدًا، أوِ امْرأةً، ولا كبِيرًا فانِيًا، ولا مُنْعزِلاً بِصوْمعةٍ» ولا تقطعوا حتى شجرة.
الرسول افتقد جاره اليهودي وأطمئن عليه، رغم انه كان يضع له الاوساخ والاذى في الطريق يوميا.
اما عمر بن الخطاب فعندما دخل القدس ، لم يقتل اتباع المسيح عليه السلام ، ولم يطردهم ، حتى انه لم يصلي في كنائسهم ، بل اختار مكانا اخر للصلاة ، ليقول ان الكنائس باقية لاتباعها يمارسون صلاتهم وعباداتهم ، وكانت العهدة العمرية الباقية حتى يومنا هذا.
هذه هي مكارم الاخلاق في الاسلام ، وجاء النبي محمد ليكملها ، وليس ما نراه من عنف وبطش وقتل وتدمير من الاسلام او الاديان في شيء.
الراي