أساتذة الجامعات :هل يقرأون الصحف ؟
16-10-2008 03:00 AM
ذات مساء كنت مشرفا على احدى الدورات في الصحافه والاعلام بحضور خمسة وعشرين شابا وشابة من الجامعات الاردنية .... سألت الطلبة في بداية الدورة عن الصحف الاردنية اليومية والاسبوعية .... ومن يقرأ الصحف ؟!...
وكانت الاجابات في حقيقة الامرمحزنة وغير مشجعة فمن بين الخمسة والعشرين الحاضرين للدورة كان هناك خمسة فقط يقرأون الصحيفة اليومية... منهم ثلاث فتيات؛ واثنين من الشباب .... وعندما دار حوار ونقاش حول سبب هذا الضعف في الاقبال على مطالعة الصحف ارتفع صوت احدى الفتيات في القاعة؛ قائلة: لسنا وحدنا لا نطالع الصحف؛ بل ان معظم اساتذتنا في الجامعات هم كذلك... وايدها عدد كبير من الطلبة..
وقال احد الطلبة انني ادرس في احدى الكليات التي يزيد عدد اعضاء هيئة التدريس فيها عن المئة... وذات يوم احببت ان اقوم بجولة اسألهم فيها من يطالع صحيفة كل يوم ..وقد ذهلت عندما لم اجد على مكاتب هؤلاء الاساتذة صحيفة يومية واحدة.. سوى عشرين واحدا؛ فقط هم الذين يطالعون الصحف لا بل ان ثلاثة منهم قال: انه اشترى الصحيفة في ذلك اليوم صدفة! وقد اثار هذا القول نقاشا وحوارا عاصفا ومثيرا في القاعة.. حيث اكد معظم الحاضرين من الطلبة ..ان هناك الكثيرين من اساتذه الجامعات فعلا لا يقرأو ن الصحف.. . ... لا بل لايشجعون طلبتهم على مطالعتها .... ويقول احد الطلبة الحاضرين للدورة :ان بعض الاساتذة كان يقول لنا: الصحف لاتاتي بشيء جديد ... اخبارها "بايتة" ... انا لا اقرأ الصحف..
وكان يجاهر ويفتخر بذلك.... وبعضهم كان يقول لنا :ان الصحف لاتجدي نفعا ...واصدق ما فيها اخبار" النعي "... لم ادهش لما قالة الطلبة في هذه الدورة التدريبية لانني اعرف ان معظم ما قالوا صحيح... وللاسف هناك نسبة من الاساتذة الجامعيين لايقراون الصحف واظنها كبيره ... وهذا شيئ يدعو للقلق لان في ذلك دليل على التراجع الثقافي ...
وربما مردود ذلك يعود الى التنشئة الاسرية حيث ما زال الكثير من الاهل يعتبرون مطالعة الصحف من الكماليات ... اذن فالبيت له الدور المؤثر في تنمية الشعور بالقراءة لدى ابناء الجيل ... ثم يأتي دورالمدرسة والجامعة فالمجتمع ...وطبعا كل التحية للذين يطالعون الصحف ويشجعون على قرأتها...سواء من اهل الجامعات او غيرهم... ايها الناس: علموا ابناءكم ان يطالعوا الصحف مع كل صباح او مساء ... فلربما كان هناك خبرا .... اوتعليقا ... او اكتشافا .... اوتقريرا ... يلفت انتباههم .... فيثيرهم ويصبح مصدار نقاش وعصف ذهني وحوار بينكم.. عندها ينشغل العقل باشياء جديده ومفيدة .... فيفكرون.... ويطورن انفسهم ... ويرفعون من مستواهم الثقافي والعلمي .... فتنجحوا وينجحوا... بدلا من تبقى بعض العقول غارقة في سبات عميق ... فيصيبها الوهن والضعف ...ثم الندم؛ ولو بعد حين... حيث لا ينفع الندم ... ولا عزاء للخائبين !!
adnanodeh58@yahoo.com