ما سر الهجمة الإسرائيلية الشرسة على الأردن والملك
عدنان الروسان
11-12-2016 08:06 PM
منذ اثنين وعشرون سنة عجاف بينما الرياح في ذلك اليوم الأغبر تهب فتأخذ من تحتنا و تنسفه فوقنا كأنها تحتج على ما يجري في ذلك الوادي ، و حتى اليوم و نحن نتحدث عن العدو الذي نعامله كصديق و في كل امتحان صداقة معنا يسقط سقوطا مروعا و ننجح نحن نجاحا مبهرا و يوضع اسمه على لوحة شرف الأمم المتحدة و يسقط اسمنا سهوا مشفوعا بابتسامة تعزية و شماتة من الحليف الذي يسقط كل مرة نجاحنا و يرفع من شأن السقوط اليهودي المروع الذي ما يزال يبهر العالم حتى اليوم بكذبه و صفاقته و إرهابه و تحميه دنيا الأمم المتحدة لأن من ينتقده يهاجم السامية و ما أدراك ما السامية الأكذوبة الكبرى في علم الأنثروبولوجيا الكوني و هكذا تدور الأيام و يبقى العدو على عدائه رغم اتفاقية السلام التي وقعناها معه ، منذ اثنتين و عشرين سنة و هو يتظاهر بالصداقة و يدبر كي يمزقنا اربأ ، و يسعى كي يمحو من الجغرافيا وجودنا و من السياسة عنواننا ، يدمر كل معلم عربي ، إسلامي و مسيحي في أرضنا ، يمزق أشلائنا و نحن نختبئ وراء كل ثياب الخجل العربي ، و دبلوماسية القهوة العربية ، و الصبر العربي ، " يا صبر أيوب إنا فيه نكتمل " .
اليوم يسفر عن وجهه القبيح بكل صراحة و يتألق الإرهاب النازي اليهودي ممثلا بالدولة الإسرائيلية القائمة على تراب فلسطين المحتلة بإعلان عدائه جهارا نهارا للأردن كشعب و أرض وكيان و للهاشميين عائلة و تاريخا و حكما ، هكذا بصراحة و بدون مقدمات طويلة يقول جلعاد شارون الذي يمثل النخبة السياسية الحاكمة حينما يكتب ، و يمن على الأردنيين و الهاشميين أن أعطاهم ثلاثة أرباع دول إسرائيل كي يقيموا دولتهم عليها بينما المساكين اليهود قبلوا بالربع فقط ، و قد آن الأوان كي تقام الدولة الفلسطينية على الأرض الأردنية و ينتهي الموضوع ، هذا إذن هو الأردن عند شيلوك تاجر البندقية الذي لا قلب له و لا دين ، و لا يعبد إلا المال كيفما كان و لا يتعامل إلا بالغش و الربا في السياسة و المال و التجارة و العلاقات .
جلعاد شارون الذي يمثل الوجه الحقيقي لإسرائيل النازية يقول أنه لولا إسرائيل لما كان هناك أردن و لما كان هناك نظام حكم هاشمي و أن ملك الأردن بقي لأن إسرائيل حمت العرش الهاشمي على مدى التاريخ و أن على ملك الأردن أن لا يغيظ و يغضب إسرائيل بمواقفه المدافعة عن الحق الفلسطيني و المقدسات الإسلامية في المحافل الدولية و إلا فإننا قد نفكر بفكرة منطقية ما قد تطرح علينا ، تهديد صبياني مغلف بغمز و لمز في إشارة إلى جبروت دولة الإرهاب اليهودي في فلسطين و ضعف ما حولها .
و بعد ايديعوت احرنوت تأتي الجيروزالم بوست الإسرائيلية لتهاجم الملك اليوم الأحد هجوما مريرا و قبل ثلاثة أسابيع المحلل السياسي في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي هاجم الشعب الأردني بالاسم و وبخه على المظاهرات التي يقوم بها ضد اتفاقية الغاز مع إسرائيل و كأن المعارضة الإسرائيلية يحق لها التظاهر و المعارضة الأردنية ممنوعة من ذلك ، و كل ذلك لأن الأردن صابر على التفاهات و التجاوزات الإسرائيلية و لا يرد عليها و لو لفظيا .
لن يضير الإسرائيليون أن ينظروا بعمق إلى الأردن ، الأردن ليس لقمة سائغة ، و الله العظيم عن جد و بمنتهى العقلانية و الواقعية ، إسرائيل لا تستطيع شيئا مع الأردن ، إن المجال الحيوي و العمق الإستراتيجي لأردني و العقيدة العسكرية و الفكرية للجيش الأردني و العقيدة المجتمعية للشعب الأردني أبعد و أكبر و أوسع و أعمق من أن تقدر إسرائيل على فعل شيء ضدنا ، تستطيع إذا وقعت الحرب أن تدمر مصفاة البترول و البنى التحتية للماء و الكهرباء و أن تقتل بعض المدنيين ، و لكن حيفا تحت مرمى بنادق الأردنيين و كل المدن و القرى و التجمعات السكانية اليهودية الإسرائيلية تحت مرمى نيران الأردنيين بدون أي استثناء ، و إذا كانت إسرائيل تظن أنها " بتعرف سلاحاتنا و فشكاتنا " لأن الأمريكيين يبعثون نسخة من كل فاتورة ترد إلى الأردن إلى إسرائيل فعليهم أن يعلموا أننا نتمتع بمخزون استراتيجي من السلاح بين أيدينا في كل ما حولنا من جوار و لحسن الحظ لا نحتاج إلى صواريخ توما هوك و لا إلى حاملات طائرات لندافع عن أنفسنا ، يكفينا مدافع و صواريخ خفيفة و سنكون في أعالي الجليل الأعلى في غضون ساعات بإذن الله.
لقد حان الوقت كي تتحدث الحكومة بلسان عربي مبين و تدافع عن الأردن شعبا و دولة و نظاما و أن ترسل رسائل واضحة لى الكيان الصهيوني الذي هو عدو لنا و ليس صديقا كي يفهم أن الأردن لا يطلب الحماية من أحد و ليس لقمة سائغة لأحد و لا يقدر عليه إلا الواحد الأحد.