تناقلت بعض مواقع الانترنت خبراً صنّف تحت باب المنوعات والأخبار الطريفة ، يفيد أن شاباً (إسرائيليا) ابتلع بطريق ''الخطأ'' فرشاة أسنان طولها 15 سنتيمترا أثناء قيامه بتنظيف أسنانه، حيث انزلقت الفرشاة داخل حلقومه ، ولم تخرج الا بعد إدخاله المستشفى و قيام الأطباء بسحب الفرشاة من فمه بواسطة خرطوم وهو تحت التخدير الكلي.
أنا لم أقرأ الخبر على أنه خبر منوعات ،انه خبر سياسي بامتياز، ترى ماذا تتوقّعون من شاب ولد في بيت أُبتلع من ''صاحبه'' وخطى خطوته الأولى على أرضٍ ''أُبتلعت'' من ابنائها، وشارك في ''انزلاق'' وطن عمره سبعة الآف سنة في حلقوم الاغتصاب؟.
ماذا تتوقعّون ممن فطموا على ''البلع'' وتعلّموا ''البلع'' وانتظموا في مستوطنات البلع؟ ولعقوا كل قطرة نازفة من دم فلسطين ؟.. أن يستفرغوا لنا وطناً مهضوماً مثلاً ، أو أن يتجشأوا لنا ''بيّارة'' أكلوها بعد وجبة دسمة من قرية مبهّرةٍ ببكاء الثكالى.
لقد نجح الأطباء بسحب الفرشاة من حلقوم الشاب وهو تحت التخدير الكلي ، لكن لم ينجح كل (جرّاحي) الأمم المتّحدة ،ولا (أخصائيي) التسوية السلمية في سحب حجر واحد من جدار ''مستوطنة'' ، كما لم تجدِ كل خراطيم النفط ، ولا (مباضع) مجلس الأمن ، باستخراج ذرّة تراب واحدة من حلقوم إسرائيل.
فلسطين الآن تحت ''التخدير الكلي'' كي لا تؤذي أمعاء الأفعى..
ahmedalzoubi@hotmail.com
عن الراي.