أشبعناهم شتما و فازوا بالإبل
عدنان الروسان
07-12-2016 09:23 AM
آن الأوان كي تستيقظوا من سباتكم أيها الأردنيون و أن تنتبهوا إلى مواطن القوة بداخلكم و إلى مكامن العظمة في نفوسكم ، لقد آن الأوان كي نعلم أن البكاء و اللطم و جلد الذات لا يحل مشاكلنا و لا يخفف من معاناتنا ، و أن البكاء على الأطلال لا يسد المديونية و لا يجبر العجز في موازنة الدولة و لا يخفض الأسعار ، علينا أن ننتهج سبيلا آخر غير شتم اللصوص و الفاسدين فقد أشبعناهم شتما و فازوا بالإبل ، اليوم أيها الأردنيون علينا أن نكتشف الطاقات الكامنة بداخلنا ، و القوة و العظمة و المنعة التي تملأ شبابنا ، نعم أنتم أيها الشباب الأردنيون ، أيها الشباب و الفتيات الذين تملئون مسرح الحياة في وطنكم بالحيوية و الأمل المفعم ، أنتم مشاعل الأمل الكبير العظيم ، أنتم المعنيون بالنهوض بنا و بناء مستقبلنا .
لقد نادى الملك كثيرا بتشكيل أحزاب سياسية قوية ، قادرة تستطيع أن تقود البلاد إلى بر الأمان في مواضيع الحكم و الاقتصاد و الإدارة ، غير أن الأحزاب نجحت نجاحا لا مثيل له في أن تفشل و أن تقزم العمل الحزبي و أن تزرع في نفوسكم أيها الأردنيون انتم أن العمل الحزبي لا يسمن و لا يغني من جوع و أنه لا ينفع إلا أصحابه القائمين عليه أي شخص أو شخصين في كل حزب أردني حتى صارت الأحزاب تمسى بأسماء أصحابها ، حزب علي و حزب محمد و حزب سعيد و غير ذلك و ليس بالمسميات السياسية للأحزاب نفسها ، لقد قدمت الأحزاب تجربة قاسية مريرة لكم و لكنكم لن تتوقفوا عند محطة الفشل هذه ، فقد استفدتم أنه ما بهذا تقوم الأحزاب و ما بهذا يبنى الوطن.
إن الطريق إلى حل مشاكلنا أن نشارك في الحكم عن طريق الحكومة و أن يكون لنا مجلس نواب منتخب بغير المال الأسود أو المال السياسي ، مجلس نواب يصوت فيه النواب لعيون الوطن و ليس لعيون عادل ، و ينشغل فيه النواب بالتشريع و الرقابة و ليس بتبادل الرسائل و النكات و المعلومات عن شراء الملوخية ، أنتم أيها الأردنيون قادرون بكل تأكيد على الوصول للإمساك بزمام الأمور و تشكيل أحزاب سياسية تحت مظلة الدستور و القانون تصل إلى البرلمان و إلى الحكومة و تقود البلاد إلى بر الأمان ، لا أن تبقوا جالسين وراء شاشات هواتفكم و حواسيبكم تتبادلون أنواع الطبايخ و صور الأولاد و كأن لا شغل و لا مشغلة ورائكم.
أنتم أقوى من الظروف أيها الأردنيون ، و أقوى من أن تستكينوا للضعف و تمثيل أو تقمص دور الضحية ، " و ما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا " ، ليس عليكم أن تطرحوا دائما تلك الأسئلة النمطية ، ماذا نستطيع أن نفعل ، ما باليد حيلة لا يمكن للأحزاب أن تنجح " لأن الأستاذ متسلط عليها " و لأن الأجهزة تريد ذلك و الدائرة تريد هذا و بتنا مسكونين بهواجس جلها من نسج خيالنا و إيحاءات شياطيننا عليكم أيها الأردنيون أن ترصوا الصفوف في حزب شعبي قوي يستطيع أن يكسر حاجز الألف و الألفي عضو التي تتباهى بها معظم الأحزاب رغم أن الأغلبية الساحقة من الأحزاب ليست إلا حمولة بكم " الله يذكرك بالخير يا نذير رشيد " .
لا يمكن لنا أن نستسلم ، لا يمكن لنا أن نلعن الظروف و نشتم الحظ ، الظروف نحن الذين نصنعها ، و الحظ نحن الذين نخلقه بإذن الله ، و النجاح نحن قادرون عليه ، الحياة تستحق أن نعاني من اجل تحسينها و لا بد أن تكونوا ممتلئين حماسة ، إن البقاء في صفوف المتشائمين لا يطعم خبزا و لا يسقي ماء ، و لا يغير أنماط الحكومات التي تسن الضرائب و ترفع الأسعار و تخفض الأجور ، إن الوطن و المستقبل يحتاجان لكم لأنكم ا، لم تتمكنوا من تغيير الواقع فلن يتغير لوحده " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم .
ما يجب أن تقوموا بت اليوم هو ذلك الذي كان يجب آن تقوموا به منذ سنوات ، لا تستسلموا للتشاؤم و السوداوية ، شمروا عن أذرعكم و قولوا باسم الله ن قولوا يلا يا أردن يلا معانا و ابدؤوا ببناء مستقبل الوطن الذي هو مستقبلكم ، ابدؤوا بالتفكير في حاضر قريب مليء بالإنتاج و الفخار ، ليس بالأناشيد و الموسيقى و مواقع التواصل الاجتماعي بل بالعمل الجاد المثمر ، لتتكاتف كافة السواعد نساء و رجالا من أجل أردن عظيم مليء بأدوات الإنتاج و البناء و ليس مبنيا على التسول و الهبات و المكارم الدولية ، نحن قادرون على بناء أردننا و نحن نستطيع أن يكون غدنا أفضل من يومنا بإذن الله ...
جربنا كل شيء إلا الثورة على الذات ، و التسلح بالأمل و القوة و التضحية و لا مستقبل مليء بعبق الرفاهية بدون حاضر مليء بعرق الشقاء و الأمل .