مفاهيم منتهية الصلاحية !!
خيري منصور
07-12-2016 12:48 AM
تصر بعض الدول على الاستمرار في تناول وجبات معلبة من الاعلام ومعظمها قد افقده التطور صلاحيته، فبدلا من ان يكون مفيدا ومغذيا يصبح ضارا وساما !
ومن لا يستطيع التأقلم مع المتغيرات في عالم تتسارع فيه الاحداث سوف يجد نفسه كأهل الكهف وان لغته غير مفهومة وعملته غير مُتداولة، وذاكرته توقفت عند لحظة غادرها قطار التاريخ، ولكي يتغير الاعلام بمختلف وسائله ويتطور عليه اولا ان يعترف بان العالم المحيط به قد تغير وان مصادر الاخبار على مدار اللحظة وليس على مدار الساعة فقط، وقبل عقود كنا نسمع برحيل مفكر او فنان بعد ايام او اسابيع من رحيله لكننا الان نتابع نبض قلبه في غرفة الانعاش، وباختصار لم يعد احتكار المعلومة ممكنا، وكما ان هناك معلبات اعلامية انتهت صلاحيتها فإن بالمقابل هناك مفاهيم افرغها الزمن من محتواها واصبحت من مقتنيات المتاحف كبعض المهن المنقرضة ومنها حامل صندوق العجب وشاحذ السكاكين على العجلة التي ينطلق حولها الشّرر !
اما السبب في ذلك فهو على الاغلب ان المستهلك الذي لا ينتج يتصور ان بمقدوره ان يستخدم مفاهيم الاخرين وما توصلوا اليه كما يستخدم الادوات الكهربائية ونحن نعيش في زمن لم يعد فيه الانقراض عضويا فقط، وقد يحدث لبشر يسعون في الارض ويعيشون في نطاق الضرورة والغرائز فقط، كما ان عصرنا يشهد ابادات يمكن تسميتها ابادات بيضاء لا تراق فيها قطرة دم واحدة .
وهناك ايضا لغات تنقرض والناطق بها آخر من يعلم ! اما المفارقة فهي ان هناك بشرا يضعون قدما في القرن الثامن عشر وقدما في القرن الحادي والعشرين ويستخدمون احدث منجزات التكنولوجيا بذهنية المحراث وهم بالتالي ضحايا صراع يحرمهم من اي استقرار او تماسك يتيح لهم الابداع !
فكيف يمكن لانسان ان يسابق طائرة او حتى قطارا بحصان عجوز !!
الدستور