نحو مبادرة شعبية لإحلال الوئام في المنطقة
بلال حسن التل
07-12-2016 12:43 AM
• إلى متى سيستمرهذا الذي يجري في بلادنا من قتل وتدمير وفتنة ونتشارك جميعاً في صنعه ومن ثم في دفع ثمنه مادياً ومعنوياً؟
• إلى متى سيظل أبناء بلادنا مجرد أرقام في قوائم القتلى التي تزداد طولاً يومابعد يوم؟
• وإلى متى ستظل جثث قتلانا موزعة تحت الركام، أو على أطراف الطرقات، أو في المقابر الجماعية، أو في مقابر بلا شواهد تدل على صاحب القبر، وإلى متى سيظل الأب أو الإبن أو الزوج أو الزوجة، لا يعرف أين ووري جثمان ولده أو أبيه أو زوجها أوزوجته أو أخته أو أخيها ليقف على قبره يدعو له ويترحم عليه؟
• إلى متى ستظل دماء أبنائنا وبناتنا معرضة للسفك بلا ثمن وبلا قيمة وبلا حرمة؟
• إلى متى ستظل أشلاء جثث أبنائنا وبناتنا ودماؤهم مجرد صورة على شاشات الإعلام المرئي ومجرد خبر على صفحات الإعلام المقروء؟
• الى متى ستظل أرواحهم تزهق على مذابح أطماع ومشاريع دول أخرى ؟
• إلى متى سيظل أبناء بلادنا أسرى ومخطوفين، لا نعرف من سجانهم، ولا من خاطفهم، وإلى متى سيظلون مغيبين، عنا ولا نعرف في أي سجن هم، ولمن تابعية السجن الذين هم فيه أهي لدولة أم لعصابة؟
• إلى متى ستظل بنات بلادنا عرضة للسبي، و للبيع في أسواق النخاسة، يقرر مصيرهن ويعبث بشرفهن هذا العلج أو ذاك؟
• إلى متى ستظل بيوتنا ومنشاتنا أهدافاً للقصف العشوائي، يحولها إلى دمار وركام، يدفن بعضنا تحتها ويفر بعضنا الآخرمنها؟
• إلى متى ستظل أموالنا تنفق على منشات تدمرها صواريخ الدول والعصابات تارة، وتنفق تارة على إعادة إعمارها بيد شركات الدول التي دمرتها، أو التي صدرت إلينا عصابات لتدميرها؟
• وإلى متى ستظل أموالنا تنفق على شراء اسلحة يقتل فيها بعضنا الآخر؟
• إلى متى سيظل كل واحد من أبناء بلادنا معرضاً إلى أن يتحول في أية لحظة إلى لاجىء، مشرد في بلده، أو خارج بلده، أو وراء البحار،هذا إن نجا من الغرق في البحارالتي تفصله عن بلاد اللجوء؟
• إلى متى سنظل موزعين إلى رعايا دول دمرت وتدمر، وصار أهلها بين قتيل أو جريح، أو مخطوف، أو لاجىء ومشرد، أو رعايا دول نعيش في قلق دائم أن يصيبنا ما أصاب إخواننا من قتل وتدمير وتشريد؟
• إلى متى سيظل بعضنا يسابق بعضنا الآخر في تقديم أخيه قرباناً على مذابح القوى الطامعة فينا، ظناً منه أنه إن ضحى بأخيه نجا بنفسه، دون أن يدرك القاعدة الخالدة «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»، ومتناسين أن الكثير مما نحن فيه من ضعف وهوان إنما هو بسبب فرقتنا وتنافسنا على خطب ود أعدائنا على حساب أشقائنا؟
• إلى متى سنظل نتناحر أيهما أفضل لنا الاستعمار الأمريكي أم الاستعمار الروسي، وإلى متى سنظل نتقاسم التبعية لهذا المعسكر أم ذاك؟
• إلى متى سنظل وقود نيران الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية التي تعصف ببلادنا وتمزق مجتمعاتنا، وتصب في مصلحة أعدائنا، الذين احترفوا صناعة صب الزيت على نيران فتنتنا المذهبية والطائفية والعرقية؟
• إلى متى سنظل نستحضر ثارات الحسين ويزيد ليقتل بعضنا الآخر ويضعف بعضنا الآخر لحساب عدونا المشترك؟
• إلى متى سيظل ما تقوله الشعوب الأخرى في المناطق الأخرى من هذا العالم رأي عام، يجب أن يحترم وتنصاع له سياسة الدول، بينما ما نقوله نحن «حركة شارع» و»رأي شارع» لا يستحق أن نتوقف عنده ولا نحترمه وننصاع إليه؟
• أليست كل هذه الأسئلة وما قلناه فيها هي مكونات صورة المشهد العام في بلادنا، الممزقة المزنرة بالنار والدم والدمار، فما هو المخرج، وإلى متى سنظل ننتظر أن يأتينا الحل من وراء السهوب، ومن منظمات وهيئات صنعها أعداؤنا، ومن دول تكن لنا أبشع ألوان العداء؟
• ألم يأن آوان أن ننهض من سباتنا، ونأخذ زمام المبادرة بأيدينا و أين نخبنا الفكرية والثقافية والفنية، أليس فيها بقية من حياة وحياء لتسعى للخروج بنا مما نحن فيه..أليس فينا رجل رشيد يخطو الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل نحو الخلاص؟
هذه الأسئلة وغيرها ظلت محور نقاش دائم على طاولة جماعة عمان لحوارات المستقبل، وكانت نتيجتها بلورة مبادرة شعبية لرأب الصدع بين أبناء هذه المنطقة من العالم، ولإحلال الوئام محل الصراع بينهم، وقد عرضناها على معظم الأطراف ذات العلاقة في الصراع الدائر «سنة وشيعة، مسلمون ومسيحيون، عرب وأكراد ...إلخ» وقد رحب الجميع بالمبادرة وأبدى استعداده للتعاون على أمل أن تحمل الأيام القادمة أخباراً سارة تكون الخطوة الأولى من مسيرة الألف ميل نحو الخلاص.
الراي