صباحكم لزاقيات .. صباحكم كعيكبان ..
فكرة متوقدة تشتعل في فتيل دماغي هذا الصباح، فما عليكم مخبى قضيت الليلة الفائتة في تقليب قنوات وأنفاق المحطات الفضائية الغنائية، صعوداً بروتانا مروراً بحواس وسبايسي وهبوطاً بميلودي ومزيكا، أتصور أن كل دقيقة تنتج أغنية في العالم العربي، انتظروا قليلاً فالمسألة مسألة وقت والكل سوف يغني..
شدتني ملاحظة أن هذه الأغاني التي تزنُّ فوق رؤوسنا من محطات التلفزيون والراديو عشرات المرات يومياً، لها كُتاب ومؤلفون أيضاً، يعانون من طلق الإلهام ومخاض الكتابة!، أتخيل كاتب أغنية واوا بَح لدومينيك قد انتبذ من أهله مكاناً قصياً.. صمت طويلاً ثم تنهد، أتلف عشرات الأوراق لتتفتق قريحته في النهاية بـ واوا بح ..
المسألة ببساطة صف حكي ليس إلا، وانك تستطيع وأنت مدّمِّل تحت اللحاف، أو خلال تنظيف منخل الشباك، أو أن تقلص من غفوتك على مكتبك، لتكتب عشرات كلمات الأغاني من هذا الطراز، وتقلب حياتك رأساً على عقب، وتصبح من الأسماء البارزة في عالم كتابة كلمات الأغاني، وأن تهجر السلم الوظيفي لتغادره لغير رجعة متراقصاً على درجات السلم الموسيقي.
أنا أيضاً أريد أن أكتب مثلهم، سأختار اللهجة المصرية لانتشارها الواسع وهذا ما لدي الآن:
م مممم آه آه إح ...
مِتْكَهْرَبْ كده ليه ياعينيه؟
أنت غاوي تنكد عليه!
أهرب من طيفك من البوتاجاز... يلحقني حد النمليه
متكهرب كده ليه يا عينيه
فايت لي ورقه ع الطبليه
بتقول يومين وحترجع ليه
وحنفارق أيام الفول والطعميه
فات سنين.. والعمر بيمشي من بين ايديه!!
سعاد وسميحة وطنط سنيه
هم دول أسو ألبك عليه؟
مِتْكَهْرَبْ كده ليه يا عينيه ....
طبعاً من ملاحظاتي أنه كلما هبطت بالكلمات كان أفضل، وستضمن انتشاراً سريعاً يأكل اليابس من أحلامك والأخضر من فقرك، شركات الإنتاج ستتلقفك ككعك العيد، أتخيل أن تآجر فيَ ماريا وتختارني لتأليف ألبوم كامل، طبعاً أخباري ستملأ صفحات الجرائد والمجلات الفنية.. مانشيت عريض جاهة فنية على رأسها المطرب فضل شاكر تفشل في حل النزاع بين أليسا وهند خليفات ، هند لبرنامج لمن يجرؤ فقط : كلماتي ليست حكراً لنانسي عجرم وجي جي لامارا خدعني ، وان تطاردني عدسات برنامج سكوب من (م.ب.سي) من وادي موسى حتى بيتي الثاني في لندن لتحظى رية بلقائي والمعثرة تلتقطني فقط على أدراج الطائرة متوجهة لحفل توزيع جائزة نوفل لأفضل مؤلفي الأغاني، طبعاً لن اسلم من الصحافة الصفراء ومصوري الباباراتزي حينها وأنا أتسوق في سوق الجمعة وأنا أرد: ورحمة ضميري أن الصور ملفقة والدليل أن هذا هو سوق الاثنين وهيفاء وهبي من وراء شن تلك الحملة ... وهكذا
الغريب أنه على مدار غصتي المكتوبة لم يحدث أن إحدى المرات أن هناك غصة ضاربة أو غصة هيت أو غصة واوو كما يحدث مع معظم مؤلفي الأغاني الجديدة.. غصتي تضرب فقط في باطن روحي، يحزنني فعلاً أن الكتابة والإبداع في هذا الزمان كالتحليق والطيران قد تحتاج أحياناً لهبوط اضطراري!...
شدوا الأحزمة واهبطوا...آمنين