في مطلع التسعينات لاحظت وانا اتابع لصحيفتي ( الرأي) اعجاب الدكتورة حنان عشراوي ابرز اعضاء الو فد الفلسطيني المفاوض مع الجانب الاسرائيلي اعجابها بوزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر ومن اهم هذه الاسباب انه لم يلبس القلنسوة اليهودية وكذلك رئيس الولايات المتحدة بوش الاب..
وتجلى هذا الهيام السياسي لعشراوي ببوش الاب وجيمس بيكر(من الحزب الجمهوري) عندما اجبرا رئيس الوزراء الاسرائيلي المتعجرف اسحق شامير المشاركة في مفاوضات مدريد وعلى اساس حل الدولتين وهذا ما كان يرفضه شامير وعندما هدداه بوقف ضمانات القروض وقيمتها عشرة مليارات دولار حينها وكأي يهودي لا معبود له الا الما ل قيل انه قام وعلى عجل بالصعود الى الطائرة بالبيجاما حتى لا يبدأ مؤتمر مدريد دون وجو د الوفد الاسرائيلي والحرمان من عشرة مليار دولار..
وأتذكر...
ان عشراوي جاءت من القدس الى عمان وكانت في السابعة صباحا في السفارة الفلسطينية وكنت قبلها بنصف ساعة وفي الثامنة التقت ببيكر في فندق الماريوت قرب دوار جمال عبد الناصر لتشكره باسم الرئيس عرفات وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
لكن..
جمهوري عن جمهوري يفرق..
فبعد 25 عاما من من هذه الحكاية..هذا هو خلفهما رونالند ترامب رئيس امريكا المنتخب وهو جمهوري ايضا يعلن قبل وبعد فوزه :(سأعترف بالقدس عاصمة ابدية للشعب اليهودي وسانقل مقر السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس وسأزيد المساعدات العسكرية الى اسرائيل..!