مرفوض بكل اللغات والأديان والمعايير والأعراف ان تبقى الامور كما هي عليه وان يرى الناس في بلدنا الفساد كما يرون ما بأكفهم في بلد غير ذي زرع ولا ضرع .
يرى الناس سيل الفساد كما هو الماء من فيه السقاء وليت لنا سقاءا نتجرع منه "الدر " أي اللبن على رغيف ناشف كان هو الهدف لدى الاردنيين في رحلة العمر .
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"
السكوت على الفساد اشد مرارة على الاردنيين من الفساد ذاته ذلك ان السكوت على الفساد يعني المساس بكرامة الاردنيين وهو ما لا يطاق عندهم ولا يقبل .
وأنا اجزم ان رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي يمتلك ادوات الحرب على الفساد وقادر على اغلاق حنفية الفساد لا بل اغلاق المحبس كاملا بإشكاله وأنواعه لما عرفته عن الرجل من نظافة الخلق واليد واللسان وحسن الاداء.
نقبل العيش فقرا وجوعا وبطالة وحرمانا في غياب الفساد ونرفض الترف والثراء والعيش المنعم مع بقاء الفساد , فالمعادلة واضحة لدينا في الاردن نجوع ولا نأكل بكرامتنا , نسبح في الحرمان ولا نرى الفساد يحيطنا من كل جانب .
الاكثر قسوة على قلوبنا ان نرى فسادا ولا نر ى فاسدين والأمنية الاغلى على قلوبنا ان نرى الفاسدين خلف القضبان قبل ان نرى نعيم العيش .
اخي دولة الرئيس اعلم ان دولة وصفي التل انزل الله على قبره شآبيب الرحمة والذي سكن قلوب الاردنيين دون خلاف بين اثنين لم يعمل للأردنيين المعجزات ولا ناطحات السحاب , فقط قدم لهم شخصية الاردني النظيف البسيط فأحبوه لأنه كان نظيفا وأنت نظيف كذلك دون شك, وهذه من اقوى ادوات الحرب على الفساد لديك , فالنظيف هو القوي الامين القادر على تجفيف منابع الفساد الذي ولغ فيه منتفذون وتجار ورجال اعمال وحاولوا وما زاولوا يحاولون اغراق البلد فيه على حساب رغيفنا وحبة دوائنا وكاس حليب اطفالنا .
ان فقراء الاردن يا دولة الرئيس هم الجيش الثاني بعد الجيش العربي وهم رديف الامن ومن حقهم علينا جميعا ان نحمي رغيفهم ونحفظ لهم كرامتهم المجبولة بالتراب الطاهر .
كثير من "نخب" الفاسدين يتحدثون عن الاصلاح وهم "نخب" معطوبة على مدى حكومات متعاقبة ليس من بينهم من هو قادر على تعليق الجرس وإننا اليوم باسم الاحرار والأنقياء والأتقياء والشرفاء في اردن العز والكرامة نطالب الحكومة والنواب بتعليق الجرس برقبة كل فاسد حتى اذا تحرك قرع الجرس و عرفناه .
ان اجتثاث الفساد وتجفيف منابعه اولى الف مرة من بناء التنمية الشاملة وضبط النفقات وترشيد الاستهلاك وتخفيض نسبة الدين العام من مبدأ ان دفع المغارم اولى من جلب المغانم .
لا ننتظر من فاسد او جبان ان يقرع الجرس فقد تنطبق عليهم حكاية القط والفأر والجرس. التي تقول «إن جماعة من الفئران عقدت اجتماعا عاما للتداول في محنتها مع قط الحي الذي يصطاد كل يوم واحدا منها، ويأكله بلا رحمة ولا شفقه فماذا هي فاعله ؟ نهض فأر من بينها واقترح فكرة تنقذ الجماعة من شراسة القط فقال: ‘‘سنشتري جرسا ونعلقه في عنق القط، وكلما تحرك لاستهدافنا سمعنا صوت الجرس، فنفر إلى جحورنا سالمين’’. صفق الجميع لهذا الحل المنقذ من الهلاك. لكن شيخ الفئران نهض وقال لها: ‘‘هذا اقتراح جيد لكن من سيعلق الجرس للقط؟’’. ران الصمت على الجميع، وانتبهت الجماعة إلى أن الذي سيعلق الجرس للقط سيغامر بحياته من أجل ألآخرين .
الشعب الاردني اليوم هو من يعلق الجرس فمن يقرعه؟