تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام بعيدها الوطني , فمبروك لها ولشعبها الكريم وبعد :

مقياس عظمة الدول منذ تأسيس الأمم المتحدة كمنظمة دولية يفترض ان تقيم العدل وتحفظ السلام وتجهد في إسعاد البشرية , هو قوتها الإقتصادية والعسكرية ونفوذها السياسي بالتالي , اليوم شاءوا أم أبوا تبدلت المقاييس في نظر كل إنسان متحضر على هذا الكوكب , خاصة وان الدول المنعوتة بالعظمى حققت وللأسف عكس ما ترجوه شعوب الارض منها , وبقوة الظلم والفيتو والسلاح والمال , وصار العالم الآخر عبيدا لها في نظر حكوماتها .

لا علينا , ذلك شأن يطول شرحه عندما تملك دولة " عظمى " بمفردها فرض ما تريد وما يخدم رؤيتها ومصالحها واتباعها فقط , بقوة ما يسمى حق النقض الفيتو , حتى لو كان الثمن هلاك الملايين من البشر ودمار اوطانها تماما كما يفعلون اليوم في بلادنا العربية بالذات .

نعم لا علينا , فما يهمني هنا هو الإشارة بإعتزاز عروبي إلى دولة الإمارات التي وحدها المرحوم الشيخ زايد وحولها هو إخوانه من حكامها إلى دولة عظمى فعلا , تطورا ونظاما وعلما وعمرانا وتقدما يفخر به كل عربي وكل مسلم وكل إنسان منصف , ليواصل خلفه الطيب الشيخ خليفة وإخوانه قادة الإمارات النهج ذاته بهمة لا تجارى وعزم لا يتردد امام الصعاب .


زرت الإمارات مسافرا إلى سواها " دبي وابو ظبي " تحديدا , ويشهد الله اني شعرت بالفخر بعروبتي , فتلك البلاد التي كانت صحارى قاحلة في نظر العالم , صارت اليوم وجهة محببة ليس للعرب وحسب , بل ولكل أوروبي وأجنبي عموما ليقف مشدوها بحمد الله أمام عظمة الإنجاز الذي عجزت عنه دول ما زالت تعتقد بأنها عظمى ! .

بالتأكيد لم يتحقق هذا الإنجاز المفخرة لكل العرب صدفة وبصولة المال فقط , فلا بد أن فكرا مبدعا وإنتماء نادرا وإخلاصا عز نظيره وتحضرا مميزا يقف خلف هذا الإنجاز العربي العظيم .

نسمع الكثير عن سيادة القانون وعن نزاهة الأداء وإستتباب العدل وحسن التنظيم وبعد النظر ورفض المستحيل في هذا البلد العربي المتميز ولا نملك إلا نصدق كل ما نسمع , فالنتائج على الارض هي الدليل , ونتمنى لهم تميزا اعظم واعظم خاصة ونحن نسمع عن حسن التعامل مع سائر العاملين عندهم في مشهد يحفز كل العاملين على الإخلاص في خدمة بلد يحترمهم ويستحق ان يخدم بمنتهى الإخلاص .

ونسمع ونرى ونتابع مبادرات الشيوخ الأجلاء أبناء زايد الخير كما يسمونه ونحن معهم وجميع حكام دولة الإمارات ومبادرات الإبداع الباهرة لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم , فيزيد إحترامنا لهم ولبلدهم وشعبهم الشقيق أكثر .

دولة الإمارات دولة عربية عظمى بحق , وسيكون لها بإذن الله مستقبل عظيم يسعد به ويعتز كل من في ذاته ذرة إعتزاز بالعروبة وبأنه عربي , مبارك عيدهم والبركة بعون الله فيهم وهم يوظفون كل مالهم وجهدهم المخلص الجبار , في بناء دولة عربية تثير إعجاب القريب والبعيد على حد سواء , ويجسدون وبإمتياز , النمط الحقيقي للدول العظمى في العصر الحديث ,عدلا ونزاهة ورقيا وعلما وعمرانا وتطورا في سائر الميادين ليس له مثيل , وفقهم الله وهو من وراء القصد .