ترامب لينا و حقك علينا ..
عدنان الروسان
04-12-2016 07:47 PM
تناولت مواقع إخبارية و صحافية محلية و عربية موضوع العلاقة بين الأردن و الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة الرئيس الجديد الذي لم تكن وزارة الخارجية الأردنية تتوقع وصوله البتة ، و كانت مراهنات وزير الخارجية المخضرم كما يبدو كلها تصب باتجاه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي بالتأكيد تحظى بابتسامة أجمل من المرشح الثاني الملقب في أمريكا بذي الأصابع القصيرة ، و بالتالي فقد وضعنا كل بيضنا في سلة هيلاري التي وقعت و أوقعت معها سلتنا و لا ندري كم من البيض تكسر و كم منه بقي .
والحقيقة و بما أن الأردنيين قد نظموا شعرا نبطيا و بدويا في ترامب و ابنته و عائلته و بعضهم تقدم لخطبة الابنة الأجمل و التي قدموا فيها بعرانا و نوقا و ملائح غير الأرض التي تغلوا عندنا و نذبح بعضنا بعضا عليها إلا عند امرأة شقراء فإننا نتنازل عنها طائعين ، بعد كل هذا ما العيب أن نكد جاهة لترامب و نأخذ منه عطوة اعتراف حتى نتمكن من نصب صواويننا و بيوت شعرنا و نشحذ حناجرنا و رباباتنا ليوم الصلحة العظيم ، و سنلبس كل عبائاتنا و نعتذر عن تصرفات وزير الخارجية " اللي كان ميال لهيلاري حريقة الحرسي بطلعلها و الدهن بالعتاقي " و الوزير نفسه خضراء مثل ربطة عنقه ، و ما في ذلك عيب و لكن القدر عاند الوزير و نجح ابو الأصابع القصيرة و لا بد ان نكد الجاه و نحمل معنا الجميد و الذبيح و السمن البلدي و ننشد حينما نقترب من مضارب آل ترامي:
يا ترامي حِنـّا عزوتـــــــكْ
و جلايبكْ يوم المبيــــــــــعْ
برخــصْ ثمنْ لليـِـشتــري
وان ما بعتْ حِنـّا نبيــــــعْ
يا ترامب لا تواخذ الوزير
ناصر يحبك يالرئيس
من دون حبك حنا نضيع
و تعديلنا براس السنة
و ابشر بروس قد تطير
يا يمه شدي مهيرتي
تسلم وانا خيالهـــــــــا
لاشري لها سرج جديد
ريش النعام قذيلهــــــا
حنا الارادنة مصيتيـنْ
ذبحَ العســـــاكرْ كارِنــا
و مع روائح الجميد و اللحم البلدي و السمن البلقاوي لا بد أن يلين قلب ترامب بعد السوايا السودا التي عملنها معاه و وقفنا في صف هيلاري ، لكن دخيلكوا متى وقفنا مع صف الرابحين و لو مرة واحدة ، الذي يريد أن يقضي على نفسه أو أن ينتحر عليه أن يطلب موقفا منا و سيكون في غاية السعادة لأننا سنحقق له حلمه بالانتحار السريع.
لحسن حظنا أن أمام ترامب مواضيع و ملفات هامة جدا و لن يكون مضطرا أن يبلش فينا أو بعتابنا على مواقفنا غير المدروسة ، رغم أن كثيرين ممن هم أقل أهلية و علما و ثقافة كانوا يستبعدون فوز هيلاري ، و في كل الأحوال كان يكفي أن نضع رجلا في الركاب و رجلا في الخرج و لا نسجل على أنفسنا موقفا قد يكلفنا غاليا.
بعيدا عن الهزل لم نكن ناجحين في يوم من الأيام في سياساتنا الخارجية و كان بامكاننا أن نكون لاعبا رئيسيا في بعض الملفات و كان يمكن أن نحقق أهدافا إستراتيجية بالغة الأهمية لو استثمرنا مجالنا الحيوي جيدا و قرأنا الجغرافيا و الجغرافيا السياسية بصورة عميقة ، و ما يزال أمامنا متسع من الوقت و لكن ليس كثيرا كي نعيد صياغة سياستنا الخارجية و نتعرف على الثوابت و المتغيرات الإقليمية جيدا و أن نقتنص ما تبقى من فرص لتحسين الوضع الاقتصادي المحلي و الوضع السياسي الإقليمي للأردن .
ليس لدينا أي خصومة مع معالي الوزير الدائم و لكنه لم يتمكن من مفاجئتنا و لا مرة واحدة خلال عشر سنوات أو يزيد من فترة تربعه على عرش وزارة الخارجية ، لم يتمكن أن يأتينا بخبر واحد يسر البال قد لا يكون كل العيب فيه لكنه المسئول عن السياسة الخارجية و لم يبل بلاءًا حسنا ، و لأننا نؤمن بأن صديقك من صدقك لا من صدقك ، و أن لا مجاملات في الوطن فإننا نتمنى على حكومة الملقي أن تمكن معالي الوزير من الإستراحة و أن تفسح المجال أمام وزير جديد قادر على أن يحدث فرقا ، لا نطالب بلافروف أردني ، و لكن يعني ، إن خليت بليت .
اخيرا .. "
الله يستر على سيدنا اللي بيستر على وزراء الحكومات المتعاقبة وبحمينا منهم ومن شرورهم"..
• النص الشعري البدوي ليس للكاتب و قد تم تحريفه.