الجبهة الداخلية بديلا للوحدة الوطنية
شحاده أبو بقر
14-10-2008 03:00 AM
نحن في الاردن من اكثر الدول استخداما لمصطلح «الوحدة الوطنية» وربما كان لظروف الحروب والنكبات التي شهدتها المنطقة ومنذ العام 1948 وما نجم عنها من استحقاقات دور اساسي في ذلك ، وحيث ان الاصل اننا موحدون في بلدنا وان لافضل لاردني على اردني اخر الا بقدر انتمائه وعطائه للاردن ، فان مصطلح «الجبهة الداخلية» قد يكون هو الافضل ربما عندما نجد انفسنا بحاجة الى الاشارة الصريحة الى اللحمة الاجتماعية لشعبنا الاردني الواحد ، في مواجهة اعباء الحياة وتطورات الظروف وما قد يشهده الاقليم والمنطقة من تطورات،.
لقد نضجت مسيرة شعبنا الى الحد الذي بات يلفظ فيه من بين صفوفه كل متكسب من وراء اللعب على حبال الجبهة الداخلية ، ولم يعد هكذا حال يبعث على ارتياح او استحسان الا لدى الجهلة ربما ، فالاصل اننا جميعا مواطنون اردنيون جسد بالممارسة العملية والسلوك الانساني المجرد حقيقة اننا شعب موحد لا يحق لأحد فيه ان ينحاز لطرف ضد آخر ، أو ان ينتصر لفئة على حساب أخرى ، الا اذا كان يعتقد ان من السهل الانتفاع او الارتزاق المسموم من هكذا سلوك مشين،.
نحن اذن امام حالة يمكن الاستدلال عليها بالجبهة الداخلية وليس الوحدة الوطنية ، لأن عكس الوحدة يعني الانقسام ، وليس بيننا من يقبل ولو مجرد التفكير بشيء من ذلك «لا قدر الله» ، ولأن الحديث عن الجبهة الداخلية يعني تلاحم الناس في بلدها وخلف قيادتها ووفق مسيرتها ، مثلما هو تعبير حي عن مضمون الجبهة بما يحويه من معاني التماسك والقوة والوحدة والاستعداد الفطري لمواجهة التحديات والدفاع عن البلد ، اي ان الكلمة ذات مدلول وطني اقرب الى الروح العسكرية المجردة عن اية حسابات خاصة او فئوية او جهوية ، ولجهة الحسابات العامة او الشاملة وحسب،.
وفق هكذا مفهوم نأمل من دوائر التوجيه والسياسة والاعلام والتربية النظر في مصطلح الجبهة الداخلية عوضا عن مصطلح الوحدة الوطنية ، فالتغيير سنة الحياة وهو امر مطلوب ومحبب ، وتماسك الجبهة الداخلية وقوتها خلف المسيرة الوطنية والقيادة الهاشمية الراشدة ، ثابت يحقق شروط الوحدة الوطنية ليس كمصطلح فقط ، وانما كممارسة حقيقية على ارض الواقع ، وذلك خلافا لسائر الحسابات والمفاهيم التي افرزها الاستخدام المفرط لهذا المصطلح بين صفوفنا ، خاصة وان استخدامه وبكثرة قد يؤشر خطأ وبغير وجه حق أو صواب على خلل ما في نسيجنا «لا قدر الله».
نتمنى لبلدنا الخير والتقدم بقيادته الهاشمية المباركة.
والله ولي التوفيق وهو من وراء القصد.