نحن في الاردن لا نستطيع ان نضحك على بعض فعمر الاردن لم يتجاوز المائة عام ولسنين مضت كان هناك او لم يزل من هو اكبر عمرا وسنا من عمر الدولة الاردنية.. ويستطيع ان يسرد عليك بامسية او اصبوحة وانت تحتسي فنجان قهوة او كاسة شاي تاريخ الاردن وتاريخ عائلاته من الشمال للجنوب ولا يستطيع احدنا ان يزيد على تاريخه او يدعي ما لم يكن فيه حتى الجد الخامس اذا قدر يسميه ... وفعلا ولاد البلد عارفين الكبيرة والصغيرة كمثل شخصين كان لهما حمار عزيز وغال يعتمدان عليه في تمشية أمورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية إلى أخرى، وأحباه حتى صار كأخ لهما يأكلان معه وينام جنبهما وأعطياه اسما للتحبب هو: أبو صابر، وفي أحد الايام وأثناء سفرهما في الصحراء مرض الحمار ونفق.

حزن الأخوان على الحمار حزنا شديدا ودفناه بشكل لائق، وجلسا يبكيان على قبره بكاء مرا...

وكان كل من يمر يلاحظ هذا المشهد فيحزن على المسكينين ويسألهما عن المرحوم فيجيبانه بأنه المرحوم: ""أبو صابر""، كان عزيزا وصالحا وبركة يعين على الدهر واخو صاحبه لا يشكو ولا يتذمر ولا يكل ولا يمل من خدمة الناس... ويحمل عنهم ويقضي حوائجهم ويوصل البعيد، واحسىرتاه على ايامه .... وينتحبان عليه ...فكان الناس يحسبون أنهما يتكلمان عن شيخ جليل أو عبد صالح فيعلو النحيب ويشتد العويل، وشيئا فشيئا صار البعض يتبرع ببعض المال لهما.

ومرت اﻷيام؛ فوضعا خيمة على القبر وزادت التبرعات، فبنيا مقاما له مكان الخيمة والناس تزور المقام وتقرأ الفاتحة على العبد الصالح الشيخ الجليل: ""أبو صابر"" وتتبرك ببركاته.

صار الموقع مزارا يقصده الناس من مختلف الأماكن، وصار لمزار: "أبو صابر" كرامات ومعجزات يتحدث عنها الجميع فهو: 《يفك السحر، ويزوج العانس، ويغني الفقير، ويشفي المريض، وكل المشاكل التي لاحل لها》.

فيأتي الزوار ويقدمون النذور والتبرعات طمعا في أن يفك الولي الصالح عقدتهم.:اغتنى الأخوان؛ وصارا يجمعان الأموال التي تبرع بها الناس "السذج" ويتقاسمانها بينهما.

وفي يوم اختلف الأخوان على تقسيم المال فغضب أحدهما وهاج وماج وقال: والله لأطلب من الشيخ: "أبو صابر" (مشيرا إلى القبر) أن ينتقم منك ويريك غضبه، أو ترجع حقي.
:ضحك أخوه وقال: شيخ صالح إيش وابو صابر ايش وهباب إيش يا أخي؟ انت نسيت انه حمار [ما احنا دافنينه سوا !!].

واحنا بالاردن عارفين البير وغطاه... ما في حدا بضحك على حدا... الحكومة أو مجلس النواب كل واحد عارف امكانيات الاخر.... وبضحك على الاخر ويلعب دور الاخر. ولو كل واحد وقف مكان الاخر لخاطبه بنفس اللهجة ....و لنا خبرات مع احد المسؤولين .... سمعناه وهو معلم وهو وزير وهو نائب وهو رئيس وزراء وكذلك وهو مواطن ....فلكل وظيفة كان يلعب دورها وسلوكها....الشعب هو الشعب والمواطن هو المواطن ولكننا نتناوب الادوار....