الجالية الاردنية في دولة الإمارات والتي يقدر عددها بحوالي ربع مليون شخص تحتفل اليوم بعيد استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركتهم لأشقائهم في دولة الإمارات بهذا الحدث الهام يأتي انعكاساً للتقدير الذي يلقاه الاردنيون العاملون في القطاع العام والقطاع الخاص الاماراتي وحيث يتبوأ عدد كبير منهم مراكز قيادية في قطاعات متعددة .

والعلاقات القوية السياسية والعسكرية والاقتصادية بين دولة الإمارات والأردن أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان وجلالة الملك الحسين ولا أنسى موقف المرحوم الشيخ زايد عندما أمر بتحويل مبلغ مليار دولار للبنك المركزي الأردني قبل وفاة جلالة الملك الحسين بأيام معدودة من أجل المحافظة على قوة الدينار كما لا أنسى الموقف الاخر عندما زار الملك عبدالله الثاني دولة الإمارات بعد وفاة الملك الحسين وخرجت الصحف الاماراتية في اليوم التالي بعناوين تحمل قول الشيخ زايد لأبنائه إن الملك عبدالله الثاني هو أحد أبنائي الأعزاء .

والأردن يعتبر شريكاً استراتيجياً هاماً لدول الخليج وبالتالي حرصه على استقرار الاْردن سياسياً واجتماعياً وامنياً ودولة الإمارات كانت من دول الخليج التي أيدت انضمام الاْردن إلى دول المجلس قبل عدة سنوات كما شاركت بعض دول الخليج في تخصيص منح مالية بقيمة ٥ مليارات دولار عام ٢٠١١لتمويل المشاريع التنموية في الاْردن ولمدة خمس سنوات من أجل تعزيز أداء الاقتصاد الأردني وحل مشكلة البطالة والفقر وحيث تنتهي فترة هذه المنحة في نهاية هذا العام مع الأخذ في الاعتبار المكاسب الكبيرة التي حققها الاقتصاد الأردني من النمو الكبير الذي شهدته دول المجلس أثناء طفرة سعر النفط .

وهنا لابد من الإشارة إلى الدور الاستثماري الذي لعبته حكومة الإمارات والقطاع الخاص الاماراتي في الاْردن وحيث تقدر قيمة الاستثمارات الحكومية الاماراتية بحوالي ١٥ مليارات دولار موزعة على قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والعقار بالاضافة إلى مشروع المعبر في العقبة والذي يتوقع أن تبلغ تكاليف جميع مراحله ١٠ مليارات دولار وهو أضخم مشروع استثماري خليجي في الاْردن وحيث يتوقع أن تبدأ الشركات الاماراتية بتسليم المراحل الاولى من مشروعات تطوير عقاري وسياحي مملوكة لها في مدينة العقبة الاردنية خلال الربع الاول من العام المقبل وتتركز في مشروعي مرسىً زايد وسرايا العقبة واستثمارات الشركات الاماراتية تمثل أكثر من ثلثي الاستثمارات الاجنبية في منطقة العقبة الخاصة واعتباراً من منتصف العام القادم سيتم افتتاح أربعة فنادق بواقع فندق كل ستة شهور والاستثمارات الاماراتية تحظى بدرجة كبيرة من الأهمية ليس بسبب حجم راس المال الضخم الذي تضخه في هذه المشروعات وإنما أيضاً للخبرات الكبيرة والعلاقات الدولية المهمة لهذه الشركات مما يسهم في تعظيم القيمة المُضافة للمشروعات المستهدفة وتحويلات الأردنيين العاملين في دولة الإمارات لعبت وتلعب دورا مهما في تعزيز ميزان المدفوعات الأردني وتعزيز سعر صرف الدينار.

والتراجع الكبير في سعر النفط وبالتالي تراجع إيرادات دول الخليج بنسبة كبيرة والذي أدى إلى وجود عجز واضح في معظم ميزانياتها مما اضطرها الى اتخاذ إجراءات سريعة لتخفيض الإنفاق ووقف الهدر ورفع الدعم مع توقعات فرض ضرائب كما بادرت دول الخليج إلى إصدار سندات وصكوك لتمويل مشاريع والانفاق الاستثماري والرأسمالي ويرى بعض المحللين أن دول الخليج قد تلجأ إلى ترشيد المنح والمساعدات والتبرعات في الوقت الذي تشير فيه بعض التوقعات إلى استبعاد الاْردن من هذا الترشيد بتأييد من الإمارات والسعودية والكويت وللحديث بقية.