منذ «غزوة نيويورك» تحولت سهام من يدعون انهم «خلفاء» وأمراء» و «ولاة» المسلمين الى حدود وبيوت وصدور المسلمين العرب .كان الحدث وقتها صادما استثنائيا .
روجوا له في حينه انه «تحويل المعركة الى ارض العدو»،اي اميركا! حينها لم يكن ثمة عدو يحتل اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والمساجد وكنيسة مهد السيد المسيح التي أمن عمر بن الخطاب مسيحييها واهلها على دينهم وحياتهم بالعهدة التي عرفت باسمه .
استغربنا وقتها لماذا يضرب نيويورك من تل ابيب على مرمى رصاصة منه ؟ولماذا توسيع «المعركة مع الكفار» لتشمل كل بقاع الارض في حين انها محصورة في بقعة صغيرة على البحر الابيض المتوسط اسمها فلسطين المحتلة .وان كانت الحجة ضرب من يدعم الكيان الصهيوني لماذا تضرب الداعم البعيد ولا تضرب المدعوم القريب ؟وعندما قلنا لماذا ليس اسرائيل قالوا : دورها ليس الآن !
كنا نعلم ، ومن كان يقرأ ويطلع على الاحداث في وطننا العربية يعرف ان ثمة خطة لشيطنة المسلمين وتحويلهم الى عدو للغرب كبديل للعدو السوفييتي الذي انهار او دمروه من خلال «روبوت» ديمقراطي اسمه ميخائيل غورباتشوف اراد او اوحي له ان يحول الاتحاد السوفييتي الى دولة ديمقراطية ففكك الاتحاد وانتهى به الامر الى مروج لاعلانات البيتزا على المحطات الفضائية ، ولا يُنكر دور زوجته اليهودية رايسا .من يقرأ تصريحات زبغنيو بريجنسكي مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي جيمي كارتر ويتتبع تصريحات الحاخام ثعلب السياسة العالمية هنري كيسنجر يتأكد ان ما نراه الان مخطط له منذ الزلزال السوفيتي الذي هز الكرة الارضية وجعلها تقف على قرن واحد هو القرن الاميركي وجعل من الولايات المتحدة القوة الوحيدة في العالم .فبريجنسكي هو مؤسس «القاعدة» الفعلي بهدف استدراج السوفييت الى فيتنام خاصة بهم ، كما قال هو نفسه في حديث لمجلة لونوفيل اوبزرفاتور الفرنسية العام 1998 .وبريجنسكي نفسه هو صاحب سياسة التدخل السريع و»الجنون المنظم».
ما النتيجة ؟انها حفلات الجنون هذه التي تشهدها اقاليمنا العربية من سوريا الى العراق الى ليبيا الى اليمن و…البقية تأتي .
تذكرت هذه الاحداث وانا اشاهد فيديو لقسيس في كنيسة روسية يلقي عظة الاحد .يقول : جاءتني امرأة عجوز تواظب على حضور الصلوات .سألتها :كيف تصلين الكنيسة و بيتك بعيد عنها ؟ قالت : استقل تاكسي اجرة . السائق المسلم لا يأخذ مني اجرة عندما اقول له انني ذاهبة الى الكنيسة لاصلي .يقول لي :انت كأمي .بورك بك انك ذاهبة الى الصلاة . ديننا يحض على الصلاة .ويرفض ان يأخذ الاجرة . اضافت:السائقون الآخرون المسيحيون يأخذون اجرة . هنا احتد القسيس وقال :ارايتم المسلمين انهم يذهبون الى الصلاة جماعات ويسجدون للرب تقربا منهم .انا لا ارى في الكنيسة سوى العجائز . ممتدحا الاسلام و المسلمين وداعيا الى الاقتداء بهم .
هذا هو الاسلام الحقيقي ، وليس اسلام داعش و النصرة والدشداشة القصيرة و اللحية والحوريات العين . رضي الله عنك يا عمر بن الخطاب ، يا من كنت نائما تحت شجرة حين جاءك رسول امبراطور الفرس الذين هزمتهم جيوش المسلمين سائلا عن امير المؤمنين ولم يصدق ان هذا النائم تحت الشجرة هو أنت !
الدستور