لم أجد حينها تفسيرا لما كان يردده الكبار بعد كل فسحة انبساط وضحك تعم جلسة ما عندما يقول أحدهم وهو يمسح دموعه من شدة الضحك ( الله يعدينا شر هالفرحة أو هالضحكة ) ليردد الباقون بكل عفوية آمين ياالله ، كنت أستغرب ذلك الربط غير المنطقي بين الفرح والخوف من شره وهل للفرح من شر ، تذكرت ذلك وأنا أقرأ خبر إصابة خمسة وثلاثين شخصا بانفجار ألعاب نارية في أحد الأعراس ظننتها معركة بين جيش العريس وجيش العروس لأكتشف في تفاصيل الخبر بأنها اتحاد بين الجيشين ضد عدو مشترك هو الفرح !!
أدركت بأن تلك المقولة لم تأت من فراغ فقد كنا سابقا نفسد أفراحنا بإطلاق العيارات النارية وكم من المرات انقلب الفرح إلى ترح وتحولت السعادة إلى تعاسة بذهاب أحد العروسين أو أحد أقربائهم ضحية لرصاصة قريب أو صديق مبتهج ولم يأخذ بعضنا العبرة من أمثلة كثيرة على ذلك فقبلنا وعلى مضد فكرة استبدال العيارات النارية بالألعاب النارية علها تشفي غليل بعض المهوسيين بسماع صوت الرصاص ممن لا يراعون في تصرفاتهم عقلا ولا حكمة فكان أن زدنا الطين بلة بمضاعفة للتكاليف لغلاء ثمن المفرقعات إلى فسح المجال لمن يصرون على إطلاق العيارات النارية وسط دوي تلك المفرقعات مستغلين إلتباس الأمر على الجهات المعنية بمنع اطلاق النار.
لا أدري ماذا تنتظر الجهات الرسمية لتصدر قرارها بمنع استيراد تلك المتفجرات النارية ولا أقول الألعاب النارية والتي ثبت أذاها وتكررت الشكوى من ضررها وما الذي يجبرنا على تحمل كل ذلك دون أن نجد منفعة واحدة من الإصرار على استخدامها تجعلنا نحتمل ضررها المؤكد وأين وزارة الصحة ووزارة البيئة من تبيان آثارها على صحة المواطن جراء ما تصدره من أصوات تصم الآذان وما يرافقها من روائح وغازات وبريق يخطف الأبصار ناهيك عما يصيب الأطفال من الرعب واضطراب النوم . في كل دول العالم وعند كل الشعوب هنالك مناسبات للفرح يتم الإحتفال بها واشهارها دون خسائر وإزعاج وضرر للآخرين مما يبعث البهجة في نفوس الأقارب والأصدقاء والمحبين وحتى الماره إلا عندنا فعرس أحد الأقارب جهد وعناء لكافة أبناء العشيرة وإغلاق لأحد الشوارع تضييقا على المجاورين ، أما مصادفة موكب عريس أو خريج في طريقك فتعني ضياع موعدك إن كتب الله لك العودة بالأهل سالمين ، أما إن كان بيتك قرب صالة فعلى صحتك ودراسة أبنائك ونوم أطفالك إقرأ الفاتحة وقل آمين .
mustafawaked@hotmail.com