أكثر التصريحات استفزازاً هي التي يتداولها بعض المسؤولين الاردنيين ورموز المجتمع عند تبرير الخروج على القانون وممارسة العنف بأشكاله المتعددة سواء في "هوشات" مجلس النواب أو فتوحات الجامعات أو جرائم القتل أو الاعتداء على المرأة أو اغتيال أصحاب الرأي المخالف هو الإصرار في التركيز على ان ما يجرى ليس من عادات المجتمع الأردني ولا من طبائعه وسلوكيات أهله وهي عادة غريبة عنا وليست جزأ من منظومة القيم الاجتماعية التي تشكل مرجعية؟!!
معقول...!!
كل هذا يقال وهناك اكثر من مائة وخمسون مجرم ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام وعشرات الاف من الخارجين على القانون يمضون أحكاماً قضائية ومثلها تنتظر صدور الأحكام القطعية من القضاء...!!
كل هذا يقال ونحن نحتفل بمئوية الهوشات الجامعية في أم الجامعات ... وكل هذا يقال وعدد العطوات والجاهات العشائرية المتعلقة بضرب المدرسين والأطباء والممرضين تجاوز الالاف...!!
كل هذا يقال وهناك وحسب التصريح الرسمي الاف القضايا المتعلقة بالمخدرات والممنوعات ومئات العائلات المشردة بفعل تقليد "الجلوة" العشائرية التي يدفع ثمنها من لا ذنب له بالإضافة إلى العائلات التي تستقبلهم وتتحمل كلفة حمايتهم وخدمتهم...!!
كل هذا يقال في مجتمع يتم القتل فيه لمجرد ان تحصل الفتاة على جهاز هاتف دون علم شقيقها وكل هذا يقال في مجتمع يقتل فيها الانسان لمجرد تأخره نصف ثانية على اشارة المرور أو عدم إعطاء أولوية على دوار مهجور في قرية نائية...!!
كل هذا يقال في مجتمع يتفرد مع الاشقاء في "اليمن السعيد" فقط حينما تتحول مناسبة الفرح فيه الى مجازر بفعل استخدام الرصاص المصبوب فرحا ...!!ً
لكن علينا أن نستدرك أن هذا مجتمع كبير اليوم فيه كل الثقافات وكل التناقضات بفعل موجات اللجوء والهجرة وطبيعي أن يحدث فيه كل شيء، ولكن أن نخدع الناس ونصر على اننا مختلفون يعني في المحصلة اننا نمارس سياسة النعامة في التعامل مع المشاكل الاجتماعية المزمنة ونعطيها فرصة للتفاقم دون الإقرار بأننا بحاجة للاعتراف بخطورة ما يجري...!!
أعتقد أنه من المناسب أن نقول بصراحة أنه بدلاً من أن نضخم مجتمعنا خاصة وأن جزءاً كبير منه ما زال يخوض معركته بسلاح المناسف الاستراتيجي علينا أن نفعل سيف القانون دون تردد حينها يمكن القول أننا مختلفين إيجابيا حتى عن السويد التي على وشك أغلاق سجونها لولا أنها ابتليت باللاجئين العرب والمسلمين تحديداً حيث ازدادت معدلات الجريمة وخصوصا السرقة بعد أن كانت كل الجرائم غريبة عن مجتمعهم...
حارتنا ضيقه وبنعرف بعضنا فلا تكذبوا علينا...