تحسن العشائر عندما تمنع تطور خلافات الافراد الى شجار بين عائلات المتنازعين ، وبذلك تحقن الدماء ، في واحدة من ايجابيات دور العشيرة في المجتمع ، ولكنها أي العشيرة ، تخطىء عندما تبحث عن صلح واسقاط الدعوى ، لاجل افراد مارسوا العنف ليس ضد الاخرين فقط ، بل اساءوا للوطن وسمعته ومؤسساته التعليمية بالتحديد .
عنف الجامعات لن يتوقف ما دمنا نتوسط للمتسببين ، ونعيدهم الى مقاعد الدراسة ،بحجج واهية ليس اولها ، ان المشاغبين ابناء فلان أو المنطقة الفلانية ، وانهم جهال مستفزين ، وعفا الله عما سلف ، والصلح خير وواجب ، وتنتهي الى اسقاط الحقوق الشخصية وتناسي الاساءة للمؤسسات ويتوسط كبار القوم لمنع المحاكمة واسقاط الحق العام.
قد نغض الطرف عن شجار الحارات والاسواق ، ولكن دلالته عميقة ومؤثرة عندما يحصل في الجامعات ، لان الاصل فيها إنبات الفكر ورعاية الوعي والاخلاق .
قوانين تتعلق بالعقوبات والعشائر ودولة المؤسسات تحت المجهر لتعديلها، لاقتصار العقوبة على المذنب ، وليس اقربائه وعشيرته ، ونتخلص من الجلوة والحرق والتكسير ، بسبب جرم ارتكبه فرد وتدفع ثمنه العشيرة ، في زمن لا يصلح فيه الا حكم القانون ، وتنفيذه بعدالة على الجميع ، بعيدا عن المحسوبية والواسطة التي تنمي كل ما هو سلبي .
احداث الجامعة الاردنية ، قد نجعل منها ختام العنف الجامعي ، اذا طبق القانون ، وكف الوجهاء عن حماية ابناء عشيرتهم المذنبين ، وتمسكت الجامعة بعقوباتها دون التفات للضغوط المجتمعية، وأخذ الحق العام مجراه ، دون تكييف الجرم لينال المذنب الحد الادنى من العقوبة .
الراي