توقفوا .. واتفقوا .. فالتاريخ لن يرحمكم
13-10-2008 03:00 AM
قبل أربعة شهور كانت الذكرى الأربعين لفقداننا الأرض كلها، و اليوم ها نحن نفقد الأحلام كلها و يولد عندنا مناسبة جديدة للألم هي " الوكسة" ففي ذكرى النكسة في 1967 تولد «الوكسة» في 2008 ، وبدل ان نلقي المحتل في البحر، نغرق أنفسنا بأيدينا في بحر دمائنا وأنانيتنا، و يفرح السجان ويشمت باقتتال السجناء على زعامة «الشلة» داخل السجن!
في الذكرى الستين للنكبة، والأربعين للنكسة، و الأولى «للوكسة» أستصرخ من يعرفون أنفسهم وأناديهم: بحق الله ورسوله الذي أسري به ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ان تتوقفوا. أناديكم بحق دماء الشهداء التي روت أرضكم وارض الله الواسعة، بحق الأرامل والأيتام الذين ولدوا وهم يسمعون نشيد «فلسطين داري ودرب انتصاري.. تظل بلادي هوى في فؤادي» وحق الآباء والأمهات، والأطفال والشيوخ، والجرحى والمعتقلين والنازحين والمهجرين والمبعدين، والخائفين والجائعين والقانطين من كل شيء في هذا الزمان الا من رحمة الله، أن تستيقظوا و تتيقظوا. بحق كل حبة زيتون وعنقود عنب وشتلة زعتر وبيارة برتقال. بحق دير ياسين، صبرا وشاتيلا، تل الزعتر، وكل مجزرة حلت بشعبكم، إن لا تسطروا مجازر شعبكم بأيديكم.. وأن تتوقفوا عن انتهاك حرمات شعب فقد أرضه و لم يفقد حلمه باسترجاعها.. هذا الذي يقبع فوق الجمر منذ ستين عاما، فلا تشعلوا تحته جمرا جديدا، فما عاد لحمه المستباح يتحمل ولا عاد في ذاكرته ما يتسع لمآس جديدة. .بحق القدس الحزينة، والأقصى الحزين، لا تشمتوا فينا العدا، و لا تمثلوا بجثامين تاريخكم «النضالي» وتغتالوا أحلامنا المسلوبة، فقد غابت الحرية او (غابة الحرية) لا فرق بينهما ولم يعد لنا الا بعض الحلم وبقايا من أمل..
أناديكم بحق الوعد الذي قطعتموه قبل عدة أشهر في بطحاء مكة امام الله، وامام عباد الله ان تتوقفوا عن قتل كرامتكم وكرامتنا، وقتل تاريخكم، وتاريخنا، ومستقبلكم، ومستقبلنا.
ان تتوقفوا عن هتك عرض قضيتنا المغتصبة منذ ستين عاما، فسماسرة الفرص الرخيصة يبحلقون بشعبكم وبكم، وبعائلة كاملة يذبح أبناؤها بأيدي أبويهما اللذين يقتتلان على إدارة غرفة الجلوس بينما لا يستطيعان توفير الطعام للعائلة الا بشق الأنفس، او التحكم، او حتى الخروج من ذات الغرفة الى الحمام او حتى الوقوف على أعتاب المنزل، في وطن بلا دولة، ودولة بلا سيادة.. فصار الكرسي هدفاً، والوطن خيالاً. أيها الأحبة، أيها الأخوة..مهما كانت مشاربكم، فضائلكم، اتجاهاتكم، أيدوليجياتكم، معتقداتكم، أو استراتيجياتكم، توقفوا، واتفقوا الآن... فالتاريخ لن يرحمكم مهما كنتم، ومهما قلتم، مهما بررتم، ومهما كانت وجهة نظركم. مهما خطبتم او صرحتم او أبطنتم، فاجعلوا بأسكم شديداً على أعدائكم، لا على انفسكم..
وتذكروا ان للتاريخ ذاكرة جيدة، وان ذاكرة الشعوب هي الباقية ولن يرحمكم المستقبل اذا دمرتم اخر شيء جميل نملكه وهو كرامة الشهداء ونضال الأمة ، و حلم استرجاع ألأرض. أرجوكم..لا تشوهوا ذاكرة أطفالنا،وأحبوا بعضكم قبل أن تنقرضوا ، و إن كان من الأمر بدٌ، فاختلفوا كيفما شئتم بعيدا عنهم، فقد تعبوا، وتعبنا..... والله تعبنا.
ٌrami_khayyat@yahoo.com