كما هو متوقع، فقد بدأ المسلسل المأساوي السنوي بوفاة مواطنين وجلهم أطفال بسبب وسائل التدفئة، سواء الغاز أو الكاز، أو الحطب وغيرها، ففي كل عام يعيش المواطنون دوامة القلق في البحث عن وسيلة تدفئة تناسب أحوالهم المادية، والخوف من فقدان أطفالهم جراء استنشاق غاز ثاني اكسيد الكربون المنبعث من «المدفأة» أو حرقا، وكلتا الحالتين مأساة وخاصة عندما تفقد عائلة كاملة.
التوعية ضرورية وفي الغالب لا يجهلها الناس، سواء تهوية المنزل واطفاء المدفأة قبل النوم وخارج المنزل، وتقوم بها سنويا عدة جهات أبرزها الدفاع المدني ، ولكن أمام القضاء فالقدر لا محالة واقع، فالواجب يدعو لتحري اسباب السلامة، ومحاولة الوصول الى وسيلة آمنة للتدفئة، مع التأكيد على المعنيين بمتابعة الاسواق والمصانع وضبط الجودة وخاصة صوبات الغاز الاكثر سببا في الوفيات.
والامر الاكثر قلقا هو الفقر، الذي يجبر الناس على استخدام أي وسيلة متاحة دون البحث على صلاحيتها، أو استخدام وسائل لا تخطر على بال، فهناك من يستخدم الحطب والاحذية والورق وحتى أكياس النايلون ، فيتحول البيت - الذي قد يكون غرفة واحدة تضم كل العائلة - الى وهج ناري بكل الغازات السامة، فان قدر الله ولم تحصل مأساة للعائلة، فإن التأثير السلبي سينعكس على صحتهم آنيا ومستقبلا.
امام هذه الحالة الموسمية سواء شتاء وبرد، فلا بد قبل الحديث عن زيادة التوعية ان يرافقها ضبط لاسعار المحروقات ، بل العمل على دعم الكاز والغاز تحديدا، حفاظا على سلامة وصحة المواطنين، كي لا يلجاؤا الى وسائل تدفئة عقيمة الفائدة واخطارها قائمة على مدار الساعة سواء للكبار أو الصغار.
الراي