منذ انطلاقة ما يسمى بالربيع العربي والأردن ينتهج "سياسة تسويق ممله للغاية .. سياسة " صناعة الخوف الخارجي لارساء الاستقرار الداخلي، فكان على اثرها تعطيل كثير من الملفات الملّحة والهامة باغلاق ملفات الفساد وتمييع برامج الاصلاح وخاصة السياسية منها بذريعة تكرار الاسطوانة المشروخة " انظروا الى من حولنا، لا نريد أن يصبح الاردن مثل الدولة المجاورة" وكأننا ننظر فقط الى الفاشل من حولنا وغضنا الطرف عن الناجح من حولنا من الدول المتقدمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وغيرها !!
ومن هنا أصبحنا للأسف نعتاش على مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد ، بتعظيم "الخوف الخارجي" و"الاسترزاق" من المصائب التي تنهال على الدول المجاورة وتعظيمها وتغليفها هنا لاخافة الداخل واسكاته وبالتالي يحل ما يشبه "الاستقرار" !!
2.صناعة الخوف الداخلي وسياسة "اللّحمة الوطنية"!
بعد أن عاف المواطن سياسة "انظروا من حولنا "، تحولت السياسة نحو انظروا الى داخلنا"، وتأتي هذه الحقبة ما بعد الربيع العربي وبالتحديد عند ولوجنا منعطف التحديات الاقتصادية الداخلية بوجه الخصوص.
ان تذبذب معدلات الفوضى، وارتفاعها المفاجئ ومن ثم انخفاضها المفاجئ ومن عمليات الشغب والاجرام والبلطجة، لتنشط في أوقات معينه وتكاد "تختبئ" في أوقات أخرى، أمر حقيقة يدعو للدهشه .. كل ذلك يبدو ليأتي تعظيم الخوف من الداخل، بحيث يصبح هم وفكر المواطن، لا اقتصادي ولا اجتماعي ولا سياسي، ليصبح فقط أمني لا غير، وليكون حال لسانه : ابحث فقط عن البقاء!
نكاد ندري أحيانا .. أو لا ندري اطلاقا في أحيان كثيرة .. ولنقولها بصراحة ماذا حدث بالجامعة الاردنية مؤخرا ... كان أكبر
وأعظم من فعل طلبة ... وأكبر وأعظم من "ادارة الجامعة" ... وكأنه أمر دبر بليل... اذ أن الأمور نحو التصعيد كانت جليّه وواضحة قبل الحادثه ... وما حدث الخميس كان متوقعا .. لا نريد أن نعرف كيف حدثت .. ما يهمنا هو لماذا ... لماذا حدث؟ ولماذا هذا التوقيت...؟ وهل سيعود تحت ظرف زمني مشابه؟ داخل الجامعة أو خارجها؟
الخاتمة: من يصنع الأمل لارساء الاستقرار؟
ان المتتبع لسياسات تصنيع الخوف الخارجي والخوف الداخلي ... يدرك تماما أن هذه السياسات التسويقيه تصب معظمها لارساء الاستقرار عن طريق الخوف ... والتخويف ... لا عن طريق النمو والازدهار والتطور والرقى ... ومن هنا يكون الاستقرار ليس فقط مؤقت يل أيضا مقنّع وهش و"غير مضمون" ... لانها أشبه بالسياسات التخديرية ليس الا ..
ويبقى السؤال .. ماذا لو حلّ الاستقرار على من حولنا من الدول .. ماهية السياسة التي ستسوقها الحكومة للمواطن يومها؟
الأردن والأردنيون يستحقون أفضل من هكذا معاملة وهكذا سياسات .. تخويفيه تخديريه ... وقد سئم وعاف سياسة "انظروا الى من حولنا" ... حتى أصبحنا من الناحية الاقتصادية لا الامنيه اقرب اليهم!!
فاليوم الأردن ليس بحاجة الى سياسة جلب "المال" ولو بالقروض بالتحديد حتى يستقر .. هو بحاجة ويستحق سياسات تدفع نحو الأمل لا الخوف .. حتى يكون الاستقرار ثابتا وعلى المدى الطويل. من يصنع الأمل؟ وكيف؟ ومتى؟ هذا ما يهمه وينتظره الاردنيون اليوم وغدا؟