حركة « فتح » .. بين حكمة عرفات و تجربة عباس !
رجا طلب
28-11-2016 12:33 AM
إن الإصرار على عقد المؤتمر السابع لحركة فتح في التاسع والعشرين من هذا الشهر في ظل التجاذبات والانقسامات الخطيرة داخل الحركة « مقامرة » تاريخية كبرى للحركة.
فمخاطر الانقسام تبدو واضحة تماما، فالرئيس عباس يرى أن عقد المؤتمر ضرورة ملحة حتى في ظل هذه التجاذبات، رغم أن الكثيرين في الحركة يرون أن المصلحة الفلسطينية العليا تتطلب منه ترجيح المصلحة العامة عن تلك الخاصة الممثلة باستبعاد من هم ضد توجهاته في الحركة وعلى رأسهم عضو اللجنة المركزية وعضو المجلس التشريعي محمد دحلان والأعضاء المؤيدين له في غزة وفي مناطق ومخيمات الضفة الغربية والساحات الخارجية في العالم العربي وأوروبا.
لقد مرت الحركة بمنعطفين تاريخيين خطيرين كهذا المؤتمر الذي يجرى طبخه هذه الأيام وهما :
الأول: الانشقاق الذي أشرفت عليه المخابرات العراقية عام 1974 بزعامة صبري البنا « ابو نضال » باسم « فتح المجلس الثوري » ولهذا الانشقاق قصة وملابسات تاريخية لا مجال لذكرها في هذا المقام، والمهم انه فشل في نهاية المقام وتحول صبري البنا كما وصفه باترك سيل في كتابه الشهير « بندقية للإيجار » إلى مشروع إرهابي وشوه القضية الفلسطينية وقدسية عدالتها من خلال أعمال قتل قذرة ضد مدنيين عزل في أماكن عديدة من العالم اغلبهم كانوا قيادات فتحاوية تاريخية.
الثاني: الانشقاق الذي وقع عام 1983 بقيادة العقيدين ابو موسي وابو خالد العملة بايعاز مباشر من حافظ الاسد وقتذاك، وأطلق قادة الانشقاق على انفسهم تسمية « فتح الانتفاضة » وفشل الانشقاق وبقيت فتح قوية متعافية.
عندما نتساءل لماذا فشل الانشقاقان في الحالتين فالجواب ما يلي :
أولا بسبب قيادة ياسر عرفات الذي لم يقبل بالهزيمة ولم يترك الحركة « ورقة » لدى النظامين السوري والعراقي فقد عمل « بمكر وطني محسوب بدقة » وحنكة قل نظيرها مع كل الأطراف العربية المتناقضة مع النظامين» العراقي والسوري « للحفاظ على وحدة فتح والمنظمة والقضية، ونجح في ذلك رغم كراهية الكثير من قادة تلك الأنظمة في ذلك الوقت للحالة الفلسطينية النضالية.
العامل الثاني كان عاملا ذاتيا محضا يتمثل في أن عرفات لم يكن« ديكتاتورا » يصنع القرارات بعيدا عن رفاقه التاريخيين من أمثال« ابو جهاد »، « وأبو اياد»، و« سعد صايل » وغيرهم من القيادات المهمة في تلك الحقبة العصيبة، فقد عمل على إشراكهم في اتخاذ القرار، وكان يترك مساحة زمنية لمحاسبته على تلك القرارات ومن أبرزها كان قرار زيارته للقاهرة لدى خروجه من حصار طرابلس ولقائه الرئيس حسني مبارك في الوقت الذي كانت فيه مصر مازالت مقاطعة عربيا، ومازلت اذكر مقولته الشهيرة لدى سؤاله في الكويت بعد تلك الزيارة لمصر ومبرراتها في ظل المقاطعة العربية لها حيث أجاب « أنا مصري الهوا »
بهذه العقلية غير الانعزالية والمنفتحة على العرب نجح عرفات في حماية فتح ومشروعها الوطني.
و السؤال ماذا عن اليوم ؟
الرئيس عباس الذي منحته الجامعة العربية شرعيته عندما انتهت ولايته في عام 2009، يرى في الحرص العربي على وحدة الصف الفلسطيني والفتحاوي تدخلا في الشأن الفلسطيني ويدير ظهره لنصائح الرباعية العربية بشان التأني في عقد مؤتمر فتح نهاية الشهر الجاري والخوف من يكون المؤتمر سببا في شق الحركة والقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني.
والسؤال الأهم هل سينجح أبو مازن في حماية فتح من أن تأكل نفسها وبيديها أم سيفشل ؟؟
الراي