نامي على غزل الكلام بروحي
ها قد أتيتكِ بالندى لتبوحي
ها قد أتيتكِ حاملاً وجعَ الجنوب،
وحزنَهُ، وجروحي
يا سلطُ يا غزلَ السَّلالم والسُّطوحِ
يا فُسحةً للوردِ،
يا عطرَ الحروفِ،
ويا حكايا القلبِ، في الزَّمنِ الجريحِ
هذا مفتتح للقلب والروح، ونافذة مشرعة على الوطن من غربه إلى شرقه، ومن شماله إلى جنوبه.
بالأمس تمّ عقد قران ابنة أخي إلى شاب سلطي، فما تفسده السياسة والجهوية، يصلحه الحب والقربى والرحم، وما يفسده الجهل والتخلف والكره، ترممه قلوب طاهرة وعاشقة.
ثقوا أنّا توحدنا هموم ... مشاركة ويجمعنا مصابُ
لا أجد سببا واحدا للخلاف والفرقة، وأجد ألف سبب للمحبة والاتحاد، فأهلي (السلطية)، قطع غيار لأهلي (الطفايلة)، ومروان الحمود مرآة أرى فيها ليث الشبيلات، فكيف للحظة غضب وطيش وتهور أن تسلب مني أصدقائي (السلطية): الباشا سمير الحياري من نشرت في (عمون) عنده أولى قصائدي، ومحمد العناسوه من شجعني على الدراسة، والدكتور بسام العبداللات الذي يشبهني حدّ التطابق ولا أنيخ ركابي كل يوم إلا في مكتبه، والدكتور نايف العبداللات الذي لا أثق بطبيب مثله حين يداهمني مرض أو حزن، وغيرهم الكثير ممن قد أنسى ذكرهم، ولكني لا أنسى صنيعهم ولا ينقص منسوب محبتي لهم.
للسياسيين ألاعيبهم المكشوفة، وللخارجين على القانون مكان واحد يعود بهم للرشد، ولمن فقد عقله أهل رأي وصلاح ومروءة يعيدونه إلى خطاب العقل والحب والسلام.
ولنا هذا الوطن الممتد فينا ذاكرة وذكريات وقصص محبة وعشق، خاليا من الكره والعبث، لا نسمح لأحد باختطافه أو المساس به.
صحيح أنه كلما أراد القلب أن يتوضأ بالطهر فثمة جنوب لله، وصحيح أيضا أنني "شمألت، شرقت، غربت أما الجنوب فكان قصيًا عصيًا علي لأن الجنوب بلادي"؛ ولكن هناك أيضا (سلط) تسكنني عشقا، وتعرّش في روحي ياسمينة من حبٍّ، فأعيدوا لي سلطي وجنوبي ووطني، وأحملوا جهلكم وأرحلوا بعيدا عنّا.