الاردن والأزمة الاقتصادية العالمية
12-10-2008 03:00 AM
ارتفاع في اسعار الذهب والدولار وانخفاض مستمر في اسعار النفط وتذبذبات في اسعار العملات الاخرى من يورو وين وغيره وانخفاض في اسواق المال وغيرها من اخبار الازمة الاقتصادية العالمية التي اثرت ايضا على اسواق المال في الخليج العربي ومصر والاردن وغيرها وكيف ان هذه الدول بدأت باستخدام استراتيجيات جديدة لمواجهة هذا النوع من الازمات المالية والتي كانت في الغالب تستخدم خطط الطوارىء لمواجهة الازمات المرتبطة بالكوارث الطبيعية والحروب وغيرها الا ان العولمة القت بظلالها على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها .
وهنا في الاردن يتسائل الكثيرين عن مدى تأثير هذه الازمة الاقتصادية على الاقتصاد الاردني الذي في غالبه يعتمد على موارد بسيطة بالاضافة الى عائدات العاملين في خارج الدولة وما ظهر في الايام السابقة من ارتدادات يومية في سوق المال الاردني وصلت الى ما نسبته 15% من الانخفاض في هذا السوق مما حدا بالبنك العربي الى شراء اسهمه للحد من نسبة الخسائر كخطوة استباقية لعدم التأثير على المساهمين والمتعاملين في سوق البورصة الاردنية و الهروب باموالهم من خلال زيادة نسبة المبيعات في هذه الاسهم التي يمتلكونها وبالتالي التأثير كلياً على هذا السوق والذي ساعد بدوره على تقليل نسبة الاستنزاف والخسائر عند حد معين .
ويظهر من خلال هذه الازمة الاقتصادية العالمية انه سيكون لها تأثير ايجابي على الاقتصاد الاردني ومن ثم المواطن ، وبالرغم من ان نسبة التضخم وصلت حداً مرتفعا تجاوز 15% هذا العام وذلك نتيجة الارتفاع الجنوني في اسعار النفط تجاوز 147 دولاراً وما تبعه من ارتفاع في اسعار مشتقات النفط والمواد الاستهلاكية ومستلزمات مواد البناء والارتفاع في كافة مناحي الحياة الاقتصادية للمواطن الاردني ، ولذا مع الارتداد العكسي لاسعار النفط العالمي والذي وصل اليوم لاقل من ثمانين دولاراً والتحسن في قيمة الدولار وارتفاع اسعار الذهب الذي يعتبر هو الملاذ الآمن للاستثمار فان التخوف من الكساد يجعل المضاربة على النفط عكسية وبالتالي انخفاض سعره والذي اتوقع ان يستمر في الانخفاض ليقارب مشارف الستين دولاراً ، ومع انخفاض اسعار المشتقات النفطية تنخفض بالتبعية تكاليف النقل والبناء واسعار السلع الاستهلاكية وبالتالي انخفاض نسبة التضخم في الاقتصاد الاردني وسيكون التأثير على اسعار الذهب من خلال ازدياد الطلب عليه وكذلك يزداد الطلب على العقارات كونهما يعتبرا الملاذ الاكثر اماناً بالنسبة للمستثمرين و سوف يؤثر على سوق العقار وخاصة الاراضي في الفترة القادمة واعادة الانتعاش في هذا السوق بعد فترة الركود التي تعرض لها في هذا العام و لجوء الناس الى الاستثمار في سوق البورصات العالمية الوهمي وما تبعه من استنزاف كبير للاموال وصل الى ما يقارب المليار دينار ولذا فان هذه الازمة الاقتصادية العالمية سيكون لها اثر ايجابي على الاقتصاد الاردني في انخفاض الاسعار والذي يعتبر هو المطلب الأساسي للمواطن الاردني . bsakarneh@yahoo.com